أراد : الذي يجدّع ، فأدخل الألف واللّام على الفعل. وهو في الشذوذ شبيه أيضا بقول من جمع بين الألف واللّام والإضافة فقال :
وبالقوم الرّسول الله منهم |
|
لهم ذلّ القبائل من معدّ (١) |
ومثل هذا غلط وخطأ لا يعبأ به ، وإنما حكيناه ليتجنّب ، ولئلا يتوهّم متوهّم أنه أصل يعمل عليه ، أو أنّا لم نعرفه ، أو أغفلناه ، ليكون هذا الكتاب / مستوعبا لأحكام اللّامات كلّها إن شاء الله.
ومن نادر ما دخلت عليه الألف واللّام للتّعريف قولهم (الآن) ؛ وذلك أنه مبنيّ وفيه الألف واللّام ، وسبيل المبنيّ إذا أضيف أو دخلته الألف واللام أن يتمكّن ويرجع إلى التعريف (٢) كما قالوا : خرجت أمس ، وما رأيتك منذ أمس ؛ فبنوه على الكسر ، فإذا أدخلوا الألف واللّام أو أضافوه عرّفوه. وليس في العربيّة مبنيّ
__________________
ويستخرج اليربوع من نافقائه |
|
ومن جحره ذي الشيحة اليتقصّع |
قال : أراد الذي يجدّع والذي يتقصّع. وجاء في التاج (مادة : جدع) أن أبا بكر ابن السراج قال : لما احتاج الشاعر إلى رفع القافية قلب الاسم فعلا ، وهو من أقبح ضرورات الشعر.
(١) هذا البيت من شواهد المغني ١ : ٤٩ والرواية فيه : لهم دانت رقاب بني معدّ.
وانظره في شرح الشواهد ١ : ١٦١ ، والعيني ١ : ٤٧٧ ، وابن عقيل ١ : ٨٤ ، والأشموني : ٨٣.
(٢) هكذا في الأصل ، وهي مكررة غير مرة كما ترى ، ولعله يريد ما يستتبع هذا التعريف من الإعراب ، لتصحّ مقابلته بالبناء.