تدخل عليه الألف واللّام إلا عرّف ، إلّا الشيء في حال التنكير ؛ فإن الشيء في حال التنكير لم تمكّنه الألف واللّام ، لأن التنكير يخفّف الأشياء ويمكّنها فإذا وجب لها البناء فيه لم يمكّنها غيره ، وذلك نحو العدد ما بين أحد عشر إلى التسعة عشر ، فإنه مبنيّ إلّا اثني عشر ، فإن أدخلت عليه الألف واللّام لم يتعرّف أيضا فقلت : جاءني الخمسة عشر رجلا ، ومررت بالخمسة عشر رجلا ، لهذه العلّة التي ذكرتها لك.
فأمّا (الآن) فإنّك تقول : أنت من الآن تفعل كذا وكذا ، وأنت إلى الآن مقيم ، فتبنيه على الفتح كما ذكرت لك. وللنحويين في بنائه ثلاثة أقوال (١) :
قال أبو العباس المبرّد : إنما بني لأنه كان من شأن الأسماء أن يعرّفها كونها أعلاما نحو : زيد وعمرو ، أو مشارا إليها مبهمات فتعرّفها الإشارة
__________________
(١) البصريون والكوفيون جميعا على بناء (الآن) وإنما خلافهم في علّة البناء ؛ إذ ذهب جمهور البصريين إلى أنه بني لشبهه باسم الإشارة أو لتضمّنه معنى الحرف. وذهب الكوفيون إلى أنه مبني لأنه فعل ماض من آن يئين بمعنى حان ، ودخلت عليه الألف واللام وبقي الفعل على بنائه. وانظر تفصيل خلافهم في الإنصاف ، المسألة : ٧١.
واختلفوا في (ال) الداخلة على (الآن) فقال قوم إنها للتعريف ، وذهب آخرون إلى أنها زائدة لازمة. قال ابن مالك :
وقد تزاد لازما كاللّات |
|
والآن والذين ثم اللّاتي. |