نحو : هذا وذاك وبابه ، أو مضمرات أو مضافات إلى معارف أو نكرات نحو : رجل وفرس ، ثم يعرّف بالألف واللام ، فلما وقع (الآن) في أول أحواله معرّفا بالألف واللام فارق بابه فبني (١).
وقال آخرون من البصريين : إنما بني (الآن) لأنه أشير به إلى الوقت الحاضر لا إلى عهد متقدّم (٢) ، فضارع (هذا) فبني لمضارعته ما لا يعرّف ؛ لأنك إذا قلت : أنت الآن تفعل ، فإنما تريد أنت في هذا الوقت.
وقال الفراء والكسائيّ : إنما هو محكيّ ، وأصله من آن الشيء يئين بمعنى حان يحين. وفيه ثلاث لغات ؛ يقال : آن لك أن تفعل كذا وكذا. وأنى لك أن تفعل كذا وكذا يأني لك ، كما قال الله عزّ وجلّ : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٣).
__________________
(١) انظر التفصيل في الإنصاف المسألة : ٧١ وابن يعيش ٤ : ١٠٣ والأشموني ١ : ٥٧ و ١٧٥.
(٢) يريدون أن قولك (الآن) يعني : هذا الوقت. ودخول الألف واللام هنا على خلاف بابهما ؛ إذ يدخلان لتعريف الجنس ، أو تعريف العهد ، أو يدخلان على ما غلب عليه نعته كالعباس والحارث ... أما هنا فقد دخلا على ما يشبه اسم الإشارة.
(٣) تتمة الآية : (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ.) الحديد ٥٧ : ١٦.