باب لام كي
اعلم أنّ لام كي تتصل بالأفعال المستقبلة ، وينتصب الفعل بعدها عند البصريين بإضمار (أن) ، وعند الكوفيين اللام بنفسها ناصبة للفعل (١) ، وهي في كلا المذهبين متضمّنة معنى كي ، وذلك قولك : زرتك لتحسن إليّ ، المعنى : كي تحسن إليّ ، وتقديره : لأن تحسن إليّ. فالناصب للفعل (أن) المقدّرة بعد اللّام (٢). وهذه اللّام عند البصريين هي الخافضة للأسماء ، فتكون أن والفعل بتقدير مصدر مخفوض باللّام كقولك : جئتك لتحسن إليّ ، أي للإحسان إليّ ، هكذا تقديره عندهم ، واستدلّوا على صحّة هذا المذهب بأنّ حرفا واحدا لا يكون خافضا للاسم ناصبا للفعل ؛ فجميع الحروف سوى التي تنصب الأفعال المستقبلة ، سوى أن ولن وإذن ،
__________________
(١) انظر تفصيل الخلاف في ذلك وحجج كل من البصريين والكوفيين في المسألة ٧٩ من كتاب الإنصاف.
(٢) واعلم أنه يجوز عند الكوفيين إظهار أن بعد كي ، ويكون النصب بكي ، و (أن) توكيد لها ولا تعمل. وأما البصريون فلا يجيزون إظهار أن بعد كي. وانظر المسألة ٨٠ من كتاب الإنصاف.