باب لام الجحود
لام الجحود (١) سبيلها في نصب الأفعال بعدها بإضمار (أن) سبيل لام كي عند البصريين ، إلّا أنّ الفرق بينهما هو أنّ لام الجحود لا يجوز إظهار (أن) بعدها ، كقولك : ما كان زيد ليخرج ، تقديره : لأن يخرج ، وإظهار (أن) غير جائز ، ويجوز إظهار (أن) بعد لام كي ، كقولك : جئتك لتحسن إليّ ، ولو أظهرت (أن) فقلت : جئتك لأن تحسن إليّ ، كان ذلك جائزا ، ولا يجوز في لام الجحود (٢). وكذلك لا يجوز إظهار (أن) بعد الفاء ، والواو ، وأو ، وكي ، وحتى (٣) ، إذا نصبت بعدها الأفعال في قولك : متى تخرج فأخرج معك. وسألزمك أو تقضي حقّي ، كما قال امرؤ القيس (٤) :
__________________
(١) وهي عند بعض النحويين لام توكيد النفي.
(٢) وأما عند الكوفيين فهي لام زائدة أدخلت لتقوية النفي ، وهي عندهم غير جارّة ولكنها ناصبة. ويرى البصريون أنها حرف جرّ معدّ للفعل متعلق بخبر كان المحذوف ، وأن النصب بعدها بأن مضمرة وجوبا (انظر المغني ١ : ٢٣٢ والإنصاف ، المسألة : ٨٢).
(٣) وذلك لأن النصب بعد هذه الحروف إنما يكون عند البصريين بأن المضمرة ، خلافا للكوفيين.
(٤) تقدّمت ترجمته في ص ٤٨.