/ باب اللام التي تكون جواب القسم
قد ذكرنا في هذا الباب الأول أنّ القسم يجاب بأربعة أشياء : باللّام وإنّ في الإيجاب ، وما ولا في النفي (١). ولا بدّ للقسم من جواب ؛ لأنه به تقع الفائدة ويتمّ الكلام ، ولأنه هو المحلوف عليه ، ومحال ذكر حلف بغير محلوف عليه. فاللّام كقولك : والله لأخرجنّ ، وتالله لأقصدنّ زيدا ، قال الله تعالى : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ)(٢) وقال تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)(٣) ثمّ قال (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) فجعل جوابه باللّام. وأمّا الجواب بإنّ
__________________
(١) تقدم ذكر ذلك في ص : ٧٥.
(٢) سورة الأنبياء ٢١ : ٥٧. وقد استشهد ابن هشام بهذه الآية في مواضع كثيرة ؛ منها كون تاء القسم تختص بالتعجب وباسم الله تعالى ، ونقل عن الزمخشري قوله في هذه الآية : «الباء أصل حروف القسم ، والواو بدل منها ، والتاء بدل من الواو ، وفيها زيادة معنى التعجب ، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده وتأتيّه مع عتوّ نمرود وقهره.» (المغني ١ : ١٢٣) ومنها كون اللام والنون في لأكيدنّ واجبتين (المغني ١ : ٢٥٤) ومنها تعلّق (تالله) بمحذوف (المغني ٢ : ٤٩٨). وانظر أيضا المغني ١ : ٢٥٩ و ٣٧٥ و ٢ : ٤٥١.
(٣) قال تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ.) البلد ٩٠ : ١ ـ ٤. وانظر المغني ١ : ٢٧٦.