كما قال الله جلّ وعزّ : (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها)(١).
ومن العرب من يقلب الألف / ياء فيدغم فيقول : هذه عصيّ ورحيّ ، ومنه قول بعض الصحابة : وضعوا اللجّ (٢) على قفيّ. قال أبو ذؤيب (٣) :
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم |
|
ففقدتهم ولكلّ جنب مصرع (٤) |
__________________
(١) قال تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى. قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى.) طه ٢٠ : ١٧ ـ ١٨.
(٢) اللجّ : السيف. وفي حديث طلحة بن عبيد أنهم أدخلوني الحش ، وقرّبوا فوضعوا اللجّ على قفيّ. قال ابن سيده : أظن أن السيف إنما سمي لجّا في هذا الحديث وحده. وقال الأصمعي : نرى أن الملج اسم يسمّى به السيف ، كما قالوا الصمصامة وذو الفقار ونحوه ، قال : وفيه شبه بلجة البحر في هوله. ويقال : اللج السيف بلغة طيّء. وقال شمر ، قال بعضهم : اللج السيف بلغة هذيل وطوائف من اليمن. (التاج ، مادة : لحج) والحش ، مثلثة : المخرج ، والمتوضّأ ؛ سمي به لأنهم كانوا يقضون فيه حوائجهم ، والجمع : حشوش.
(٣) هو خالد بن خويلد ، شاعر فحل من مخضرمي الجاهلية والاسلام ، أسلم وشارك في الفتوح ومات في عهد عثمان.
(٤) أعنقوا : أسرعوا. والبيت في ديوان الهذليين (١ : ٢) من عينيّة أبي ذؤيب المشهورة :
أمن المنون وريبها تتوجع |
|
والدهر ليس بمعتب من يجزع |
ورواية الديوان : فتخرّموا ولكل جنب مصرع. وانظر شرح المفصّل ٣ : ٣٣ والأشموني : ٣٣١.