فإن قال قائل : فإذا كانت لام المضمر هذه التي ذكرتها هي اللّام الخافضة بمعنى الملك والاستحقاق في الخبر وغيره ، فلم فتحت مع المضمر وكسرت مع الظاهر ، فقيل : هذا غلام لزيد ، وهذا غلام لك وما أشبه ذلك؟
فالجواب في ذلك أنّ أصل هذه اللّام الفتح ؛ لأنّ أصل هذه الحروف الّتي جاءت على حرف واحد للمعاني الفتح ، نحو : السين الدالّة على الاستقبال ، وواو العطف ، وفائه ، والواو والتاء في القسم ، والواو بمعنى ربّ ، ولام الابتداء ، وما أشبه ذلك ، وإنما يكسر منها ما يكسر فصلا بين مشتبهين ، أو يكون ما يجيء منها مكسورا نزرا يسيرا عند ما جاء منها مفتوحا. ومن الدّليل أيضا على أنّ أصل لام الخفض الفتح ، وأنّها فتحت مع المضمر على أصلها أنك تقدر على إضمار كلّ مظهر ، ولست تقدر على إظهار كلّ مضمر على معناه نحو المضمر في نعم وبئس ، وباب كان وإنّ وفي ربّه رجلا ، والمضمر في قولك : زيد قام ، وما أشبه ذلك ؛ فتحت اللّام الخافضة مع المضمر على أصلها ، وكسرت مع الظاهر فرقا بينها وبين لام التوكيد ، لأنّك لو فتحتها مع الظاهر أشبهت لام التوكيد ، ألا ترى أنك لو قلت ٩. كتاب اللّامات / اللامات (٩)