الغذائية للأسماك ، وهذا ما يشكّل نموذجا بيئيّا نادرا ، وما جعل شواطئ رأس الناطور في أنفه مصيدا ممتازا لا يزال يقصده الصيّادون وهواة اكتشاف البحر. ويتوغّل البحر عند الجهة الجنوبيّة الشرقيّة لرأس الناطور مشكّلا جونا صغيرا تصبّ فيه ساقية شتويّة ما جعل المكان يعرف باسم" النهيرة".
وفي المنطقة الأثريّة عند الشاطئ الصخريّ من أنفه محلة تعرف باسم" تحت الريح" ، هي من أهمّ الرموز البحريّة في البلدة ، وهي بالنسبة لأبنائها حديقة بحريّة عامّة يلتقون عليها لقضاء فصل الصيف في مياهها النقيّة الهادئة. ويعرف جون أنفه محليّا باسم" الصافي" ، وهو نافذة جميلة على المتوسّط أمام الطريق العامّة بين" النهيرة" و" رأس أنفه" الأثري ، شاطئه صخريّ شكله نصف دائريّ جميل التكوين ، تكثر فيه المغاور البحريّة والمساطب العريضة.
ويعيش في صخور شاطئ أنفه" ديك البحر" ، وهو سمك ملوّن مائل إلى الخضرة يقتات بالأسماك الصغيرة والحشرات ، وتنبت في هذا الشاطئ بين أجران الملّاحات عشبة" حشيشة البحر" ذات الأزهار الصفراء والأوراق القرنيّة ، وهي من أعشاب البحر التي تؤكل مكبوسة.
وتعتبر أنفه من المدن الساحليّة التي تستثمر البحر استثمارا جدّيا في كثرة عدد ملّاحاتها التي تنتج كميّات وافرة من الملح ، ويبلغ عدد الزوارق التي يملكها أبناء أنفه ما يقارب السبعين زورقا معظمها تستثمر في صيد الأسماك. أمّا إنتاج الملح في أنفه فتراث اقتصاديّ اجتماعيّ وصورة مميّزة تجسّد التفاعل مع الطبيعة ومدى ارتباط البلدة بالبحر ، وقد أطلق على الملح هنا إسم" الذهب الأبيض" ، فهو ثروة لا تنضب. ويتمّ استخراج الملح هنا بواسطة الملّاحات المعروفة ، ويتمّ تكريره في مصانع قائمة في البلدة. وتمتاز