وثني كان بناه جيش الإسكندر سلوقس الذي دخل إهدن سنة ٣٠٠ ق. م. ، وقد ضربت وجدّد بناؤها مرّات عدّة. حصل ذلك لأوّل مرّة عند هجوم المماليك على إهدن ١٢٨٢ ، وأعاد الأهالي بناءها بعد ثلاث سنوات ، ثمّ انهارت وبقيت خرابا طوال القرن السادس عشر إلى أن أعيد بناؤها في أواخر القرن السابع عشر ، وفيها سام البطريرك الدويهي كهنة كثرا ، في مقدّمهم الخوري مخايل الدويهي ١٦٧٩ ، والخوري حنّا الدويهي ١٦٨٠ ، والخوري جرجس الدويهي. ثمّ أعيد بناؤها في القرن الثامن عشر على يد الشيخ جرجس بولس الدويهي حاكم إهدن بين ١٧٥٧ و ١٧٧٩ ، وسنة ١٩٠٠ شهدت ورشة ترميم على نفقة حوّاء كرم شقيقة يوسف بك كرم ووالدة أمين بك طربيه ، وكانت تضمّ بلاطتين رخاميّتين تؤرّخان ترميمين إضافيّين لها في سنتي ١٩١٥ و ١٩٤٥. ومؤخّرا تمّ ترميمها بتمويل من السيّد جورج الدويهي ، فأزيل التلبيس عن حجرها وتمّ تكحيلها من الداخل والخارج وتزويدها بمذابح ثلاثة تلائم الطابع التراثي. ودشنت وكرّست في قدّاس احتفالي في ٢٧ حزيران ١٩٩٨.
كنيسة سيدة الحصن المارونيّة الرعائيّة : تعتبر سيّدة الحصن شفيعة إهدن ، تقوم لها كنيسة على قمّة جبل تسمّى" قمّة السيّدة" ، مردّ تسميتها ب" سيدة الحصن" يعود إلى أنّه في نهاية عهد الصليبيّين ، عندما كانت جحافل المماليك تعيث فسادا في جبال لبنان العالية ، تصدى لها الإهدنيّون ، وكان خطّ دفاعهم الأوّل في الجبل الذي تقوم عليه كنيسة السيّدة التي تحصّن فيها المدافعون ، والخط الثاني التلّة المشيّدة فوقها كنيسة مار جرجس في وسط البلدة ، وبعد أن قفل المماليك عائدين إلى طرابلس ، عاد الإهدنيّون ورمّموا بناء كنيسة السيّدة الذي تضرّر بسبب هجمات المماليك ، وأطلقوا على الكنيسة اسم" سيّدة الحصن". وفي أواخر القرن الخامس عشر ، امتدّت بدعة الطبيعة الواحدة إلى جبّة بشرّي في الجبل ، فمال إلى هذه البدعة مقدّم بشرّي عبد المنعم أيّوب