وأعالي الجولان وهضاب صفد ووادي الأردن وسواحل فينيقية الشماليّة حتّى بيروت.
يميل أكثر الباحثين إلى أعتبار أنّ الصليبيّين كانوا أوّل من بنى هذه القلعة. إلّا أنّ المؤرّخين ذكروا أنّه بعد سقوط صور بيد" بلدوين الثاني" ١١٢٤ أكمل الفرنجة السيطرة على ساحل لبنان فاحتلّوا حصن الشقيف في الجنوب. وهذا يعني أنّ القلعة كانت قائمة قبل ذلك التاريخ. وبذلك تسقط المقولة التي تعتبر أنّها بنيت ١١٣٥ على يد" بوفور" الصليبيّ الذي قد يكون رمّمها. ونعتقد بأنّ هذه القلعة كانت قائمة منذ العهود الفينيقيّة لحماية مدينة صيدا ، ويشير مؤرّخون إلى أنّ الصليبيّين أضافوا إلى القلعة بناء جديدا يتميّز بهندسته عن البناء الرومانيّ وعن بناء العرب. فالجهة الغربيّة مع الزاوية الشماليّة والجنوبيّة الغربيّة قد بنيت كلّها قبل الصليبيّين بمدّة طويلة. ومعظم القلعة اليوم هو من القسم المذكور وليس فيه من بناء القرون الوسطى سوى آثار قليلة. والظاهر أنّ الصليبيّين بنوا أكثر الجهة الشرقيّة منها ، ويلاحظ في وسطها كنيسة لاتينيّة ذات سقف من قناطر متقاطعة وباب صغير يؤدّي إلى الدار الداخليّة. وفيها آثار أبنية كانت اسطبلات أقامها الصليبيّون. وبالقرب من الزاوية الشرقيّة بقايا أبنية متّصلة بأعلى القلعة. وفيها مصلّى أو معبد من القرون الوسطى من جهتها الشرقيّة. ولا شكّ في أنّ كلّا من القوى المتعاقبة التي مرّت عليها قد رمّمها كلّ بدوره. ومن الذين ذكروها وليم الصوري سنة ١١٧٩ على أنّها قلعة للإفرنج. وقد فتحها صلاح الدين عنوة ١١٩٠. وفي ١٢٤٠ ردّت مع صفد إلى الإفرنج بناء على معاهدة مع السلطان إسماعيل. وفي ١٢٦٠ اشتراها فرسان الهيكل مع صيدا. وفي نيسان ١٢٦٨ فاجأ بيبرس المملوكي الهيكليّين فيها بهجوم عنيف فاضطرّوا إلى تسليمها له فأعاد بناءها وجهّزها بحامية وقاض وأئمّة للجامع. وغيّب المؤرّخون ذكرها منذ