و ٠٠٠ ، ١٢ رجل. وأخيرا ، خفض زياد من عدد المقاتلة بمقدار ٠٠٠ ، ١٠ في الكوفة و ٠٠٠ ، ٤٠ في البصرة ورحّلهم للإقامة في خراسان (١).
وهكذا شاهدت الكوفة مضاعفة عدد سكانها خمس مرات في جيل واحد حيث ارتفع عددهم من ٣٠٠٠٠ على أكثر تقدير سنة ١٧ ه إلى ١٥٠٠٠٠ على الأقل سنة ٥٣ ه. حدث ذلك في عصر زياد حيث أخذت الكوفة شكل المدينة وعاشت فترة استبداد وإعادة تنظيم وصرامة في التصرف في الأمور. وبإضافة عدد سكان البصرة يكوّن العدد الجديد كتلة من العمران العربي تبلغ ٣٧٠٠٠٠ ساكن ، وهذا رقم ضخم يضفي على المصرين مظهر التجمعين الكبيرين من البشر ويفرض سلسلة من التطورات المقبلة منها تحول مقر الحكم إلى العراق ، وازدهار الثقافة العربية والحضارة العربية ، اللتين كانتا في حالة نشوء في هذين المركزين الرئيسين ، وتعريب العراق في القرنين الثالث والرابع للهجرة ، الخ ... وهو يفرض قبل كل شيء فكرة التوسع المجالي للمدينتين.
أما في ولاية الحجاج ، وباستثناء خبر ذكره أبو مخنف يبدو رجعا للماضي ، فهناك رقم شامل يقدر ب ١٠٠٠٠٠ مقاتل رافقوا ابن الأشعث ، من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الثغور (المناطق الحدودية البعيدة) ، وأهل المسالح (جنود الحاميات القريبة من الجزيرة وحلوان والأهواز وفارس والجبال) (٢). لم تكن البصرة والكوفة منفصلتين بعد في تلك الفترة ، من الوجهة المؤسساتية والبشرية ، عن ممتلكاتهما الإيرانية النائية. وبذلك يشمل هذا الرقم أغلب قسم ـ لا كله ـ من الأرخبيل العربي في العالم الساساني القديم. والرقم الأكثر إيحاء هو أن ١٠٠٠٠٠ من موالي المدينتين رافقوهم على الطريقة الفارسية (٣). هنا نلتقي مجدّدا بقضية تضخم عدد الموالي من كل صنف : ليس المقصود بالموالي أسرى الحرب المعتوقين كما كان الحال في العصور الأولى ، بل كانوا نتاج النزوح الريفي ، ونتاج ميل جديد إلى تشكيل جموع من الاتباع للنشاط الحربي أو التجاري. إذا رجّحنا كما يبدو معقولا أن عدد السكان العرب المدرجين بالديوان بقي مستقرا ، فإن العدد الإجمالي لسكان الكوفة قد يكون تضاعف ، بدفق الأنباط ، أو أنه مر على الأقل بفترة نمو كبير. إلا أن حركة النموّ هذه تعطلت إلى حين من جراء عدّة عوامل منها عملية الطرد التي نفذها الحجاج وسوء الظروف
__________________
(١) الطبري ، ج ٥ ، ص ٢٢٦ ، ذكر رقم ٢٥٠٠٠ من كل مصر. ولم يحدد البلاذري إلا رقم ال ٥٠٠٠٠ : فتوح البلدان ، ص ٤٠٠. واستنبط صالح العلي ، التنظيمات ، ص ٤٤ ، رقم ٤٠٠٠٠ بصري و ١٠٠٠٠ كوفي وجاراه في ذلك شعبان إنما بحذر.Shaban ,Abbasid Revolution ,p.٢٣ :
(٢) الطبري ، ج ٦ ، ص ٣٤٧.
(٣) المرجع نفسه ، ص ٣٤٧.