تميّزت ببنين بنشاط أبنائها اللافت للنظر ، ويظهر هذا النشاط لدى مختلف فئات المجتمع من خلال القصور والدّور والمباني والمنازل المتواضعة التي تشكّل بمجملها مظهرا عمرانيّا ناشطا قلّ نظيره ، وقد أغرى العمل في المدينة والاغتراب بعض أبناء البلدة فنزح عدد منهم إلى طرابلس وبيروت وضواحيها بقصد تحسين ظروف المعيشة ، كما سلك عدد آخر الدرب إلى ما وراء البحار. بيد أنّ هذا لم يمنع من تقدّم البلدة على وتيرة سريعة ، وقد أضحت اليوم مجهّزة عمرانيّا واقتصاديّا بشكل كامل.
الإسم والآثار
أجمع الباحثون على أنّ أصل اسم ببنين آراميّ ـ سريانيّ BET BNIN ومعناه بيت البنين. وأورد فريحة إمكانيّة أخرى وهي أن يكون أصل الإسم BET B NIN أي محلّة أو بيت البنّائين ، وقد يكون هذا التفسير أقرب إلى المنطق ، وفي الحالتين يبقى الإسم من اللغات الساميّة القديمة ما يدلّ على قدم البلدة.
من بقايا الأزمنة الغابرة في ببنين بيوت فريدة من نوعها محفورة في صخور أراضيها ؛ ولا شكّ في أنّ أرض هذه البلدة الخصبة والغنيّة بالمياه والقائمة على رابية مطلّة على البحر قد شهدت أنشطة مختلفة لكثير من المجتمعات التي مرّت على عكّار الغنيّة بالأحداث التاريخيّة ، وقد تعود هذه البيوت المحفورة في الصخر إلى الحقبة الساميّة القديمة ، وقد اعتبر باحثون أنّها ربّما كانت نواويس عائدة إلى العهد الرومانيّ ، غير أنّ هذا التقدير مشكوك بصحّته.