وكلمة ـ برّا ـ في عاميّة لبنان من هذا الأصل. وفي الروايات الشعبيّة أن تجّارا يونانيّين كانوا قديما في مركب غير بعيد عن الشاطئ ، لمّا هبّت عاصفة هو جاء حطّمت مركبهم وقذفت بمن فيه إلى اليابسة في المكان المسمّى اليوم البربارة ، وكان ذلك في الرابع من كانون الأول الذي صادف عيد القديسة بربارة ، وتخليدا لذكرى نجاتهم قام هؤلاء التجّار اليونان ببناء مقام القديسة عند الشاطئ القريب من عمشيت ، ومن هنا جاء إسم البلدة. إلّا أنّ هذه الرواية لا تتعدّى نطاق الخيال الشعبي ، وكان السبب في نسجها أنّه قد سكنت البلدة زمنا أسرة يونانيّة الأصل هي التي أصبحت تعرف بآل سرسق والتي انتقل جدودها إلى بيروت. أمّا الواقعة التاريخيّة فهيّ أنّ سكّان البربارة جميعا من عائلة واحدة تتحدّر من قبيلة المفارجة التي ردّ النسّابون أصولها إلى مفرّج بن سالم بن راضي الغسّاني ، كانت منازلها جنوب دمشق وشرقها وفي حوران بشكل خاص كما جاء في" لطف السمر" للغزّي ، نزح جدودها في عصر الأمير فخر الدين المعني الكبير من ضواحي دمشق إلى رأس بعلبك ، وقد ذكر الدويهي في تاريخه أنّ المفارجة قد تعاهدوا مع فخر الدين على مقاتلة العثمانيّين ، وقد بقوا في رأس بعلبك حتّى وقع تنازع بين طائفتي الملكيّين الأرثذوكس والكاثوليك هناك ، ومعلوم أنّ القدّيسة بربارة قد ولدت وعاشت واستشهدت في بعلبك في القرن السادس ، ولها في رأس بعلبك مقام حتّى اليوم ، وإثر تلك الواقعة التي تغلّب فيها الكاثوليك على الأرثذوكس ، نزح العديد من الأخيرين إلى نواحي الكورة ومحيطها واستقرّوا فيها ، وكان من بين النازحين من قبيلة المفارجة الخوري الياس مع أولاده الثلاثة مرجان ويونان ووازن ، فنزلوا منطقة بعشتا من عمشيت حيث بنوا كنيسة على اسم القدّيسة بربارة التي كانت شفيعة موطنهم في رأس بعلبك ، إلّا أنّه بعد مدّة لا تزيد على الخمسين سنة ، واجهتهم نزاعات مع الأسرة العمشيتيّة فانتقلوا إلى