المصّار وحبس الدم ، حيث توجد مغاور محفورة في الصخر. وبغياب الدراسات يبقى أنّ أرض بتاتر الغنيّة قد عرفت نشاطات لحضارات قديمة مرّت على لبنان ربّما من إنسان العصر الحجريّ إلى اليوم.
أقدم أثر فيها لحقبة تاريخها الحديث هو كناية عن بوّابة تقوم في وسط البلدة وتعرف ببوّابة بيت عبد الملك ، والمقول إنّها بنيت في عهد جنبلاط عبد الملك الذي شيّخه الأمير حيدر شهاب على مقاطعة الجرد بعد معركة عيندارة سنة ١٧١١. أمّا أسرة المشايخ بني عبد الملك فقد قدم جدودها مع الأمراء التنوخيين من نواحي حلب ، وسكن أفرادها الكنيسة ، وقيل بعلبك ، ثم اتّصلوا ببتاتر وعاليه وتولّوا إقطاع جرد الشوف لمّا نشأ منهم الشيخ جنبلاط عبد الملك الذي حضر موقعة عيندارة. وبما أنّ آل عبد المالك كانوا يقطنون بتاتر ، فقد أصبحت البلدة بعد معركة عيندارة مركزا لمقاطعة الجرد ، التي كانت تضمّ عددا من القرى ، وتمتدّ من نهر الغابون إلى نهر الصفا عرضا ، وإلى المدير ج طولا. وفي زمن لاحق قسّم الجرد إلى قسمين : شمالي وجنوبي ، وأصبحت بتاتر مديريّة القسم الشمالي تتبعها ١٢ قرية.
ومن أهمّ آثار بتاتر في تاريخها الحديث بقايا معمل الحرير الذي أنشأه فيها الفرنسي فرتونيه بورتاليس FORTUNE PORTALIS سنة ١٨٤٧ وهو أوّل معمل للحرير في لبنان ، وقد ضمّ ٢٠٠ دولاب وكان قوام عمّاله نحو ٠٠٠ ، ٢ عامل وعاملة من بتاتر والجوار. وفي أحداث ١٨٦٠ التي منع في خلالها آل عبد الملك حصول أيّ نزاع بين المسيحيّين والدروز في بتاتر ومنعوا دخول الغرباء من الطرفين إليها ، قام فورتونيه بورتاليس وابنه بروسبير بإنقاذ العديد من المسيحيّين الذين لجأوا إلى معمل الحرير من القرى المجاورة في تلك الحركة الشنيعة. إثر تلك الأحداث البغيضة أنشأ بورتاليس