المعارف الإسلاميّة ، وهي أوّل من أدخل ال التعريف على الإسم ومن حدّد مركزها.
مرّت البترون بأدوار تاريخيّة كتلك التي مرّت بها طرابلس وبيروت. وجاء أنّه عند دخول بومبيوس إلى لبنان سنة ٦٤ م. زاحفا من الشمال بعد أن أخضع سورية ، دمّر قلعة وجه الحجر وقوّض أبنية البترون بسبب لجوء الأيتوريين إليها. وقد أقام فيها الرومان في ما بعد أبنية وتحصينات قوّضتها زلازل ٥٥١ وما بعدها. وذكر المؤرّخ مالالا أنّ زلزال ٥٥١ أدّى إلى ظهور مرفأ طبيعيّ في البترون لم يحدّد مكانه. وممّا يدلّ على أهميّة البترون في الحقبة الرومانيّة ، القناة التي بنوها لجرّ المياه عبرها من نهر الجوز إلى سهلها. وقد خرّبت القناة في الحقبة المملوكيّة ولم يبق منها سوى بعض الآثار. وفي البترون آثار ملعب رومانيّ ، اعتبره البعض حوض مياه ، إلّا أنّ قطع الرخام والحجارة الكبيرة المنحوتة التي وجدت حوله ، والعتبة التي عليها نقوش شبيهة بتلك التي في هياكل بعلبك ، تدلّ من دون شكّ على أنّ ذلك الأثر لم يكن مجرّد حوض مياه. وفي الجهة الجنوبيّة من المدينة العديد من الأضرحة والنواويس الرومانيّة. وليس من شكّ في أنّ بعض الكنائس الأثريّة التي في البترون والتي تحفظ آثارا صليبيّة قد بنيت على أنقاض معابد رومانيّة بنيت بدورها على أنقاض معابد فينيقيّة.
تاريخها الوسيط
بعد أن تنصّرت البترون في خلال الحقبة الرومانيّة ، عمّت فيها المسيحيّة كليّا في الحقبة البيزنطيّة. وقد فتحها العرب في الحقبة نفسها التي دخلوا فيها جبيل وطرابلس. ثمّ جاء الصليبيّون فسقطت حلبا وأنفه والبترون بيد أحد قادتهم" برتراند" بعد طرابلس مباشرة التي سقطت سنة ١١٠٨ بيد قائد آخر