هو" وليم جوردان" ، وقد أعمل فيها الفاتح الإفرنجيّ القتل والسلب والسبي. ثمّ أصبحت البترون من نصيب عائلة أغوت AGOT البروفانسيّة ، ثمّ آلت إلى إبن بوهموند الرابع بعد زواجه من إبنة مرغريت دو بترون. وكانت البترون في هذه الحقبة تابعة لكونتيّة طرابلس. وفي تلك المرحلة توزّع السكّان في كونتيّة طرابلس في مجموعات عدّة ، اختلفت إحداها عن الأخرى ، وخصوصا لجهة الإنتماء الدينيّ والمذهبيّ. فقد استوطن النساطرة في طرابلس ، والملكيّون في البترون والكورة ، واستقرّ اليعاقبة في جونية. أمّا الموارنة الذين قدّر وليم الصوري عددهم في كونتيّة طرابلس بأربعين ألفا فكانوا يشكّلون أكبر مجموعة سكّانيّة في الكونتيّة ، وقد انتشروا في بلاد جبيل وفي منطقة البترون صعودا نحو منطقتي بشرّي وإهدن ، مختلطين بطوائف مسيحيّة أخرى ، وبخاصّة الملكيّين واليعاقبة. يضاف إلى تلك الجماعات طائفة النصيريّة التي استوطنت منطقة عكّار ، وجبال لبنان الشماليّة والوسطى ، متجاورة مع الموارنة في الجبال والجرود. أمّا مؤرّخو السريان (طرازي) فيصرّون على أنّ" بطرون كانت سادس الأسقفيّات في مطرانيّة صور ، وعرف من أساقفتها فرفور في المجمع الخلقيدونيّ المسكونيّ الرابع". إلّا أنّ هذا الزعم لم يثبت بالدليل الأثريّ. وقد بقي من العهد الصليبيّ في البترون ، إضافة إلى الكنائس ، قلعة صغيرة تقوم عند الشاطئ كانت تؤدّي دور المراقبة للطرقات والممرّات بين السلسلة الغربيّة والبحر. أمّا كنيسة البترون القديمة فلا نعرفها إلّا من وصف أحد السيّاح الفرنج لها ، وقد مرّ في البترون في القرن الرابع عشر (أنظر الكنائس أدناه).
وقبل نهاية القرن الثالث عشر ، سقطت البترون كلّيا بيد المماليك الذين أعملوا فيها يد التخريب والإحراق والنهب والتدمير والقتل والتشريد ، وبقيت