كتاباً سماوياً ألقي الى الرسول من طريق الوحي ، والوحي هو كلام سماوي ( غير مادي ) ليس للحواس الظاهرية والعقل ان تصل اليه ، بل ربما يوجد في بعض من يختاره الله تعالى ما يدرك بواسطة قوى ربانية الاوامر الالهية والدستور الغيبي ( غير المحسوس بالعقل والحواس الاخرى ) ، وهذه الحالة هي من حالات النبوة وبها يتلقى النبي الشريعة الالهية.
ولزيادة توضيح هذا الموضوع يجب ان ندرس النقاط التالية :
لقد ذكرنا في مباحث سابقة بصورة موسعة ان لكل موجود في هذا الكون ـ من الاحياء والجمادات وغيرهما ـ هدفاً يتوجه الى تحقيقه منذ اول خلقته ، وقد اودع فيه ما يناسب تحقيق هدفه من الالات والمعدات ، ولا بد ان يجتهد حتى يصل الى ذلك الهدف ويناله ، قال تعالى : ( ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) (١) وقال : ( الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى ) (٢).
وقد ذكرنا ايضاً ان هذا القانون الكلي ( قانون الهداية
ــــــــــــــــــ
(١) سورة طه : ٥٠.
(٢) سورة الاعلى : ٢ ـ ٣.