العامة ) يشمل الإنسان كما يشمل غيره ، فله في حياته هدفه الخاص الذي يسعى الى تحقيقه ضمن الاطار العام ، وقد اودع فيه ما يمكّنه من الوصول اليه والحصول عليه ، ونجاحه في مسيرته الطويلة في اطار هذا القانون هو الوصول الى الكمال والسعادة ، كما ان اخفاقه في هذه المسيرة هو الانزلاق في مهوى الشقاء الابدي. وخلقته والاسرار المودعة فيه هي التي تدله على طريق الوصول الى ذلك الهدف السامي ، قال تعالى : ( انا خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيراً * انا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفوراً ) (١).
وقال عز من قائل : ( من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره ) (٢).
تمتاز الحيوانات على غيرها من سائر الموجودات ان اعمالها علمية تصدر عن فهم وادراك ، والإنسان مع انه يشارك الحيوانات في هذه الناحية يمتاز عنها بما اوتي من العقل فان الاعمال التي ينجزها تنبع من العقل ، وهو يميز الخير من
ــــــــــــــــــ
(١) سورة الدهر : ٢ ـ ٣.
(٢) سورة عبس : ١٩ ـ ٢٠.