والذي يمكن ان يقال في هذه الاحاديث : انه لا يمكن الاعتماد عليها بوجه من الوجوه ، لانه ليس لها قيمة الاحاديث الدينية ولا قيمة النقول التاريخية. اما انها ليس لها قيمة الاحاديث الدينية فلأنها لم يتصل سندها بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يعلم ان ابن عباس مثلا تعلم الترتيب من النبي او من انسان اخر او هو اجتهادي نظري. واما من الوجهة التاريخية فلأن ابن عباس مثلا ادرك مدة قصيرة من حياة الرسول لو لم يكن معه دائما حتى يشاهد كيفية نزول كل السور والآيات ، فلو لم يكن اجتهد في هذا الترتيب فلا بد انه نقله من انسان اخر لم نعلم شخصه ، فهذا نقل تاريخي لم يذكر فيه المصدر فليس له قيمة في سوق التحقيق.
وعلى فرض صحة هذه الاحاديث واستقامتها فهي من قبيل الخبر الواحد ، وقد ثبت في اصول الفقه ان الخبر الواحد غير حجة في ما عدا الفقه.
فاذاً الطريقة الوحيدة لمعرفة المكي والمدني ، هو التدبر في الآيات والنظر في مدى موافقتها لما جرى قبل الهجرة او بعدها هذه الطريقة مفيدة الى حد ما للتمييز بين المكي والمدني فان مضامين سورة الإنسان والعاديات والمطففين تشهد بأنها مدنية بالرغم من انها ذكرت في بعض الاحاديث على انها مكية.