وهكذا تكون المعارف الحقة ، حقيقة خالصة وواقع محض ، والاصول الاخلاقية والقوانين العملية التي بينها القرآن العظيم هي نتيجة تلك الحقائق الثابتة ، ولا يتطرق اليها البطلان ولا تزول بمضي الاعوام والقرون ، يقول تعالى : ( وبالحق انزلناه وبالحق نزل ) (١).
ويقول : ( فماذا بعدَ الحقّ إلا الضّلال )(٢).
ويقول : ( وانه لكتاب عزيز ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) (٣).
ولا يخفى ان ابحاثا كثيرة كتبت حول احكام القرآن وانها ثابتة دائمة لا تختص بوقت من الاوقات ، الا انها خارجة عن موضوع بحثنا الذي نحاول فيه معرفة مكانة القرآن عند المسلمين كما يدل عليها القرآن نفسه.
القرآن الكريم كلام كسائر ما يتكلم به الناس ، ويدل دلالة واضحة على معانيه المقصودة وما يرومه من بيان المفاهيم
ــــــــــــــــــ
(١) سورة الاسراء : ١٠٥.
(٢) سورة يونس : ٣٢.
(٣) سورة فصلت : ٤١ ـ ٤٢.