الحقيقي الذي يعبر عنه بـ ( التأويل ) لا يعلمه الا الله تعالى ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.
هذا قول مشهور عند اخواننا علماء السنة وهو المشهور ايضاً عند الشيعة ، الا انهم يعتقدون بأن النبي والائمة عليهمالسلام يعلمون تأويل الآيات المتشابهة ، وعامة المؤمنين حيث لا طريق لهم الى معرفة تأويلها فيرجعون علمها الى الله والرسول والائمة عليهم الصلاة والسلام.
وهذا القول بالرغم من ان عليه عمل اكثر المفسرين لا يوافق الآية الكريمة ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ) الخ ، كما انه لا يطابق ما تدل عليه سائر الآيات لانه :
أولاً : اننا لا نعرف في القرآن آيات لا نجد طريقاً الى معرفة مداليلها ومعانيها المقصودة. هذا بالاضافة الى ان القرآن وصف نفسه بأوصاف كالنور والهادي والبيان ، وهذه الاوصاف لا تتفق مع عدم معرفة المداليل والمعاني.
ومن جهة اخرى تقول الآية ( افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) (١) ، فكيف يصح ان يكون التدبر في القرآن رافعاً لكل اختلاف مع ان
ــــــــــــــــــ
(١) سورة النساء : ٨٢.