إذا تحقّق لهم الخلاص أن يزوروا كنيستها للصلاة والشكر وتقديم كلّ ما يملكون من مال ومجوهرات ، فتوقّف القطار فجأة على بعد مئات الأمتار من الكنيسة ، فنزل الجميع ، مسلمين ومسيحيّين ودروزا ، وشكروا السيّدة وقدّموا مالهم ومجوهراتهم ، ثمّ تابعوا المسير بأمان ، فتطايرت أخبار الحادثة في كلّ مكان ، وأطلق اسم السيّدة العجائبيّة على الكنيسة ، واسم الجمهور على المحلّة التي توقّف فيه القطار ونزل منه" الجمهور" ليزور الكنيسة.
ولاسم مار تقلا رواية أخرى تقول إنّ الأرض التي تقوم عليها المحلّة اليوم كانت ملكا لضاهر شبلي الحلو من بعبدا ، وعلى أثر ظهور ضوء عجيب من مغارة كانت فيها ، أجرى ضاهر الحلو تنقيبات خفيفة في المغارة ، فوجد صورة للقديسة تقلا ، فقام فورا بحفر أساس لبناء كنيسة على إسم القديسة ، غير أنّه توفي بعد أن أتمّ من البناء أربعة مداميك ، فاشترى الأرض راجي ونجيب الأسمر ، وأكملا البناء في العام ١٩١٩ ، ومنذ ذلك الحين عرفت المحلّة باسم مار تقلا ، ومؤخّرا قامت الأبنية الحديثة على تلك البقعة المجاورة للكنيسة التي بقيت تحمل الإسم.
عين الريحانة إسمها عربي منسوب إلى عين ماء بقربها شجرة ريحان.
وهكذا نجد أنّ أسماء جميع المناطق التي تتألّف منها بعبدا الكبرى عربيّة حديثة نسبيّا ، إلّا أن المنطقة قد عرفت أنشطة قديمة بقيت منها آثار. أهمها" قناطر زبيدة" التي أجمع المحقّقون بعد البحث على أنّها من بناء الرومان ، وليس لزبيدة زوجة هارون الرشيد ولا لزينب الزباء ملكة تدمر يد في بنائها ، وعلى هذه القناطر كانت تمرّ قناة نبع العرعار الواقع فوق بعبدات على مسافة ١٢ ميلا عن القناطر ، ولا تزال آثار القبو الذي بناه الرومان لنبع العرعار قصد جلب مياهه إلى بيروت ظاهرة حتى الآن ، كما أن آثار القناة الرومانيّة