من آثار بعقلين القديمة المكتشفة قطع نقدية مضروبة بالحرف الإغريقي عثر عليها بعض الفلاحين صدفة في أراضي البلدة ، وبعد ترجمتها تبيّن أنّها تعود إلى أنطيوخوس ، آخر قوّاد الإسكندر المقدوني الذين توارثوا الحكم بعده ، وأنها تعود إلى سنة ٢٢٠ ق. م.
أمّا أهمّ آثار بعقلين فتعود إلى الحقبة الحديثة من تاريخها ، وهي معالم تشهد على الدور الهام الذي لعبته البلدة في تاريخ لبنان الحديث. من تلك الآثار عين الماء التي تحمل صورتها ورقة نقديّة لبنانيّة من فئة ال ٢٥ ليرة ، والقصر المعروف بقصر آل حمادة ويعود تاريخه إلى حوالى ٤٠٠ سنة. وهناك إحواض وبرك وآبار قديمة ومحلّة تدعى" بيادر العشائر" كان يجتمع فيها الأمراء المعنيّون مع عشائر البلاد لعقد الشورى. وبالإضافة إلى السرايا والأبنية الأثريّة هناك كنيسة قديمة أثريّة أيضا. ومجمل تلك الآثار يعود إلى المرحلة التي ازدهرت فيها البلاد في ظلّ حكم المعنيّين ، ولا تزال هذه الأبنية مأهولة من قبل السكان وتحتفظ ببعض المحتويات التراثيّة ، كما أن بعضها لا يزال يشكل مرافق معاصرة ، منها المكتبة العامة التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة ١٨٩٧ ، إذ شيد بناؤها مركزا لسرايا بعقلين في عهد المتصرفية ، ومن ثمّ صار مقرّا لقائمقاميّة الشوف ، وبعد انتهاء الإنتداب الفرنسي للبنان سنة ١٩٤٣ شغل البناء محكمة صلحيّة ومخفر للدرك وسجن ، إلى أن حولته القيادة الأهليّة بخلال الحرب الأخيرة ، وتحديدا سنة ١٩٨٧ ، ببادرة من الوزير وليد جنبلاط ، إلى مكتبة عامّة بعد ترميمه وتأهيله. ومن أبنية بعقلين الأثرية قبّة مشيّدة على حوض ماء رئيسي تصب فيه المياه التي يستقي منها الناس ، وتحيط به أحواض صغيرة تردها البهائم ، بجانبها أعمدة حجرية لربطها ، وقد شيّد هذا السبيل الأثري في عهد المتصرفيّة أواخر القرن التاسع عشر.