حجرة جرن كبير أو مغطس يمكن استخدام مياهه لرش الجسم أو الغطس فيه كليّا. وتؤلف الحمامات جزءا من مجمّع متكامل ، يضم حدائق وأمكنة للتنزّه ومقهى وحتى مكتبة. وكانت مكانا عامّا يلتقي فيه أهل الفكر والمجتمع وشخصيّات من مختلف الفئات. أمّا أوقات ارتيادها فمقسّمة بين الرجال والنساء ، إضافة إلى أوقات مخصّصة للعائلات. الآثار الموجودة في الموقع تمثّل جزءا من هذه الحمّامات التي تمتدّ حتى الجهة الجنوبية ، وصولا إلى أسفل الدرج الذي يؤدي إلى السرايا ، وكذلك شرقا تحت مبنى بنك سوريا ولبنان. أمّا المعالم الظاهرة منها في المشروع فهي : ـ آثار الحجرتين الدافئة والساخنة التي تعتمد على ال" أيبوكوست" ، وهو نظام تدفئة مركزيّ يقوم على أعمدة فخّارية من حجر الطوب المشوي ، تشكّل فاصلا بين مستوى الحمّامات ومستوى الأرض أي بين طبقتين ، الأولى رخاميّة والثانية حجريّة. المساحة الفارغة بينهما يمرّ فيها البخار المتسرّب من قناطر مبنيّة بالآجرّ ، لتسخين أعمدة الفخّار التي تحتفظ بالحرارة طويلا وتوزّعها على أرض الحمّامات الرخاميّة. وثمّة فتحات جانبيّة في الجدران المزدوجة تساهم أيضا في دخول الهواء الساخن الحجرتين الدافئة والساخنة. ـ الأفران (PRIFURUM) وكانت تعمل على الحطب لتسخين الهواء والمياه. ـ الجرن الكبير (LABRUM) الذي تنسكب المياه فوقه ، وموجود في الحجرة الساخنة. ـ بركة السباحة (SODASIUM) المغطاة بالرخام والمرمر ، وكانت تستعمل أيضا غرفة للصونا. ـ أقنية محفورة في الصخر لجرّ المياه تسمّى AQUADOTTO ، قسم منها كان يأتي بالمياه من نهر بيروت عبر قناطر زبيدة إلى تلّة السرايا ، وتتجمّع بعدها في برك كانت تغذّي الحمّامات. أمّا القسم الآخر فشكّل شبكة تصريف للمياه المستعملة في إتجاه الفوروم عند ساحة النجمة. وثمة قطع فسيفساء وزجاج ملوّن كانت تغطّي أرض الحمّامات وتدلّ على غنى هذا