التهم معابدها ومعاهدها وقصورها سنة ٥٦٠ م. ، كما نكبت مرارا بويلات الحروب التي دثرت معالمها. وأخصّ ما حفظ التاريخ لنا من أسماء لمعابد بيروت القديمة ما ذكره المؤرخ زكريّا السرياني المعروف بالخطيب الذي دوّن كتاباته أواخر القرن الخامس للميلاد ، وكان قد انقطع في بيروت إلى درس الفقه ، فكتب باللغة السريانيّة سيرة رفيقه ساويروس الإنطاكي الذي صار في ما بعد أوّل بطريرك على المونوفيزيّين. فقد روى زكريّا عن بيروت في زمانه أنّه كان فيها عدّة كنائس بيزنطيّة ، ذكر منها" كنسية القيامة" و" كنيسة مريم" و" كنيسة الرسول الشهيد يهوذا". وحدثنا صالح بن يحيى في" تاريخ بيروت" عن" كنيسة الفرنسيسكان" وما حلّ بها بعد الصليبيّين فقال : واتّخذوا الكنسية التي شرقي البلدة داخل السور ، فكانت لهم منزلا. وكانت هذه الكنيسة تعرف بكنيسة افرنسيسك ، ويزعم الفرنج أنّ فرنسيسك هذا قدّيس ظهر متأخّرا من مدّة مئتي سنة مضت إلى هذا التاريخ. وكانت هذه الكنيسة كبيرة. ثمّ يقول : وهي في وقتنا الحاضر خراب ، بيعت لبني الحمراء فنقلوا حجارتها إلى مدرستهم وذلك بعد العشرة والثمانية وكانت معروفة بالسلف. وروى بن يحيى في كتابه أيضا عن أيقونة خشب ذاع خبرها بين النصارى ، تمثّل صورة مصلوب ضربها بعض اليهود بسكّين فصارت تنزف دما ، وقال :إنّ هذه الصورة نقلت إلى قسطنطينيّة فعمّروا عليها كنيسة يعظّمها الفرنج. وقيل إنّ كتابة يونانيّة كانت فوق باب الدركاه اقتطعت من رتاج باب كنيسة بيزنطيّة ، وهذه الكتابة آية من الإنجيل محتواها تحريك عاطفة الرحمة في قلوب الداخلين ليسعفوا أصدقاءهم وإخوانهم البائسين. وفي سنة ١٩١٦ عثر العمال في سوق البزركان على آثار أبنية بيزنطيّة قديمة كانت بينها كنيسة ظهرت بعض أعمدتها مع صلبان بيزنطية الشكل. وذكر مؤرّخو السريان أنّ بيروت تفتخر بالرسولين لبّي أو تدّي المعروف بيهوذا ، والرسول مرقس