الإسم والآثار
ذكر الأب نايف إسطفان ، مؤرّخ أبرشيّة عكّار الأرثذوكسيّة ، أنّ جبرايل كانت قديما ، في حقبة لم يعرف تاريخها ، مقرّا شتويّا يأوي إليه المدعوّ" نادر" مع طروشه هربا من ثلوج بلدة فنيدق. وإثر خلاف حصل بين أهالي فنيدق من جهة ، وبين نادر من جهة ثانية ، هجر هذا الأخير قريته واستقرّ نهائيّا في البقعة التي أصبحت تعرف بجبرايل بعد أن بنى مع أولاده كنيسة البلدة الحالّيّة على إسم القدّيس جبرايل. بيد أنّ أبحاثنا دلّت على أنّ مؤسّس جبرايل وفنيدق إنّما هو أبو نادر جبرايل حبقوق البشعلاني ، انتقل من بشعلة إلى عكّار أوائل القرن السادس عشر ، وأسّس قرية جبرايل ومزرعة عكّار قرب فنيدق ، ومن سلالته إلى اليوم أسرة نادر وفروعها في جبرايل.
أمّا كلمة جبرايل ، فأصلها الآراميّ جبرائيل GUOBRA IL أي" رجل الله" ، وهو الإسم الذي أعطي لملاك الربّ. وإنّ جذر" جبر" كما يقول فريحة ، يفيد القوّة والشدّة ومنها اشتقّ إسم الرجل في السريانيّة : جبرا.
إلّا أن جبرايل كانت قد عرفت نشاطا حضاريّا قبل أن يسكنها" جبرايل أبو نادر" ، من آثارها بقايا قناة رومانيّة في بساتين البلدة. وجاء في الروايات الشعبيّة المتناقلة أنّ الملكة هيلانة ، والدة قسطنطين ، قامت بصنع تلك القناة لجرّ المياه من منطقة الجومة إلى مدينة عرقة ، وعند الإنتهاء منها سألها أحد القوّاد متعجّبا : " أبقوّة الله أم بقوّة رجالك نفّذت هذا المشروع" فأجابت : بقوّة رجالي. عندها تصدّعت القناطر على الفور وتهدّمت. تجدر الإشارة إلى أنّ آثار تلك القناطر لا تزال في بلدة القنطرة المجاورة لعرقة ، وهناك في بلدة عين يعقوب آثار لقلعة تعرف بقلعة الملكة هيلانة. من آثار جبرايل أيضا" ضهر العجيز" ، وهي منطقة مليئة بالصخور وتبدو من موقعها أنّها تحتوي