الأوّل من الإسم الذي أصله : طورUOR أي جبل ، أمّا المقطع الثاني : تج ، فحينا أرجع إلى TAG ، فأصبح الإسم : UOR TAG وفسّر ب" الجبل المتوّج" كما ذكر فريحة ، أو ب" جبل التاج" ، كما ذكر حبيقة وأرملة ، وحينا إلى TWAGA فأصبح أصل الإسم : UOR TWAGA أي : جبل رقع الثلج أو الندى ، بحسب فريحة. ولكنّنا نفضّل التفسير القائل ب" جبل التاج" ، على أن يكون سبب هذه التسمية اكتساء جبل ترتج ومحيطه في الماضي الغابر بشجر الأرز الذي لا زالت بقايا منه في القسم المجاور لجبل ترتج : جبل جاج. بيد أنّ الثابت أنّ اسم ترتج آراميّ قديم ، ومن آثار العصور الساميّة القديمة أيضا اسم لإحدى مناطق البلدة لا يزال التقليد يحفظه حتّى اليوم ، وهو إسم الفريديس ، واللفظ كلمة فارسيّة الأصل من لهجة الزند أصلهاPAIRI ـ DAEZA ومعناها : حديقة. وأصبحت في الآراميّة : PARADISA. وتدلّ البقايا الأثريّة في ترتج على أنّها قد سكنت منذ القدم من قبل الإنسان البدائي ، ربّما في عصر البرونز المتوسّط الأخير (نحو ٢١٠٠ ـ ١٢٠٠ ق. م.) ومن أدلّة اليقين على هذا النشاط بقايا الهياكل العظميّة المتحجّرة التي لا تزال آثارها في كهف طبيعيّ في محلّة ضهر المغر من ترتج ، وهو من الكهوف المثاليّة لسكنى إنسان ذلك العصر ، إضافة إلى بقايا خبث الحديد التي وجدت في بعض مناطق البلدة. وكثيرا ما يعثر الأهلون على بقايا فتات الحديد في أراضيها ، ما يدلّ على أنّ مصانع تعدين بدائيّة كانت قائمة فيها قديما. ويؤكّد الباحثون على أنّ مصانع للحديد أكثر حداثة نسبيّا قد أنشئت في دوما المجاورة ، كانت تتزوّد بالمادّة الأوّليّة من جبال ترتج ، ولا تزال إحدى مناطق ترتج التي يكثر فيها خبث الحديد معروفة حتّى اليوم بمنطقة" المعادن". ورغم عدم الإهتمام بحفظ الآثار ودراستها من قبل أولياء الشأن ، فقد حفظت لنا تربة ترتج آثارا أخرى من شأنها أن تفيد عن تواصل النشاط الإنساني على أرضها منذ القدم ، فمن بقايا العهود الكنعانيّة ـ