رمزا لخلود الحياة. كما كشفت التنقيبات التي جرت على أرض الهيكل في مراحل متعدّدة عن غرف يبدو أنّ الكهنة كانوا يقومون في داخلها بأعمال التنبّؤ عن الغيب للناس الذين كانوا يقصدونهم.
وفي هذه الحقبة أيضا ، أصبحت قبور الملوك غرفا وجد في بعضها تحف ثمينة موسومة بأسماء الملوك. وأخذت التجارة تستعيد نموّها وعاد الإتصال بالعالم الخارجيّ إلى ازدهاره. ويبدو أنّ الجبيليّين ، في هذا العصر ، قد حاولوا تحقيق تقدّم على صعيد كتابة الحرف ، إذ نجد في هذه الطبقة من الحفريّات رموزا هيروغليفيّة مختلفة عن المصريّة لم يتمكّن العلماء من فكّ معانيها حتّى اليوم.
وقد دلّت آثار هذه الحقبة من التاريخ على أن الجبيليّين كانوا قد وسّعوا نطاق أسفارهم الخارجيّة عبر البحار ، بحيث مخرت سفنهم عباب البحر الأسود وبلغوا بلاد الخوقاز التي يعتبر بعض الباحثين أن التجّار الجبيليين قد وصلوها بحرا قبل الألف الثالث ق. م.
عصر الهكسوس
ما أن بدأت جبيل تجني ثمار اتّحاد الكنعانيّين مع أهلها الأصليّين حتّى برز خطر احتلال جديد داهم كان مصدره هذه المرّة : الهكسوس.
إعتبر المؤرّخون أنّ شعب الهكسوس المحارب القويّ مجهول الأصل ، وهو مزيج في أكثره ساميّ العرق ، يشمل الأموريّين والكنعانيّين والعرب وربّما بعض قبائل الخبير والعبرانيّة ، تداخله عناصر غير ساميّة من الحوريّين والحثيّين والمتانيّين ، وقد تكامل هذا الخليط من الشعوب في شرق البحر الأبيض المتوسّط ، واجتاح أوّلا القسم الأكبر من هذه المنطقة قبل أن