أيضا : الأرجوان. وبذلك يكون إسما : كنعاني ، وفينيقي لمعنى واحد : الأرجوان. إلّا أنّ اللفظ الأغريقيّ جاء حتما لاحقا للعبرانيّ المشتقّ من الحوري ، أي أنّ اسم الفينيقيّين قد جاء لاحقا للقرن السابع عشر دون أن يمكننا تحديد زمن بدء إطلاق إسم الفينيقيّين على من أطلق عليهم بالتحديد. ولكنّنا نقدّر ذلك الزمن بالقرن الخامس عشر ق. م. ، أي بعد تغلّب المصريّين على الهكسوس ، إذ أصبحت السيادة المصريّة على جبيل وسواها من مدن المنطقة مباشرة ، ولكن يبدو من خلال المراجعات أن جبيل قد تمتّعت بشيء من الإمتيازات الخاصّة ، نظرا لقدم العلاقات التي كانت تربطها بمصر. على أيّ حال ، فإنّ روح السيطرة الخارجيّة لدى الفراعنة كانت قد خبت منذ عهد أمنحوتب الرابع المعروف بأخنتون (١٣٧٧ ـ ١٣٥٨ ق. م.) وبقيت على حالها إلى أن قام ستي الأوّل حوالى سنة ١٣١٧ ق. م. الذي عاد فاجتاح مدن الشاطئ اللبنانيّ في خلال عهده الذي ينتهي في حوالى ١٣٠١ ق. م. ؛
خلال هذه الحقبة ، وبالرغم من النكسات التي تعرّضت لها جبيل نتيجة الصراعات الإقليميّة والأطماع الخارجيّة ، سطّر الجبيليّون تطوّرا حضاريّا يعدّ واحدا من أهمّ الإنجازات التي حقّقها الجنس البشريّ في تاريخه : الأبجديّة.
كان الجبيليّ قد بدأ منذ زمن بعيد محاولات لتطوير الحرف ، نجد أقدم بقايا تلك المحاولات في الطبقة الثامنة من حفريّات جبيل الأثريّة العائدة إلى ما قبل ١٨٠٠ ق. م. ، وهي رموز هيروغليفيّة خاصّة بالجبيليّين ، تختلف عن تلك المصريّة ، ولم يتمكّن العلم من كشف معانيها حتى اليوم. ومعلوم أن الكتابة قبل حرف جبيل الأبجديّ ، كانت قد عرفت نظامين رمزيّين غير هجائيّين : النظام المسماريّ السومريّ في العراق القديم ، والهيروغليفيّ في