في العهد الروماني
عند دخوله إلى لبنان سنة ٦٤ ق. م. زاحفا من الشمال بعد أن أخضع سورية ، سارع بمبيوس إلى ملاحقة العصابات الأيطوريّة حيث وجدت ، فدمّر قلعتهم في" وجه الحجر" قرب البترون ، وقوّض أبنية البترون بسبب لجوئهم إليها ، ودخلت قوّاته جبيل وطهّرتها من هؤلاء كما طهّرت طرابلس. وأصبحت جبيل تحت حماية الرومان. وبعد أقلّ من سنة كانت المعاهدة الرومانيّة التي فرضت السلم وحافطت على حريّة المعتقد وفرضت الجزية والخراج بشكل منظم على المدن والممالك.
وفي جبيل ، كما في سائر مدن الساحل ، فرض الرومان حكما شوريّا ، فأصبح مجلس المدينة ، المؤلّف من أشراف البلدة ، يشارك الملك أو الحاكم في الإدارة ، فحدّ الرومان بذلك من السطة المطلقة. وكان من شأن هذه التنظيمات أن أدّت إلى سلام واستقرار ، وعندما قدم القيصر إلى المنطقة سنة ٤٧ ق. م. ، لاقى من مدن الساحل الفينيقيّة ترحيبا كريما ، ما جعله يعفيها من بعض الضرائب ويمنحها مزيدا من الإستقلال. وفي عهد أوغوسطس (٦٣ ق. م. ـ ١٤ م.) نالت جبيل والبترون امتيازات هامّة ، وقد كرّمت المدينتان انتصار أو غسطس على خصمه أنطونيوس (٣١ ق. م.) بإصدار كلّ منهما عملة مؤرّخة بيوم الإنتصار. وقد خلّدت جبيل هذا التاريخ في كتابة أثريّة تعرف ب" كتابة البلاط".
أنشأ الرومان العديد من المشاريع التي لاتزال آثار المنطقة تحفظ بعض بقاياها ، منها قناة الريّ التي جلبت المياه من نهر ابراهيم إلى جبيل ، ومنها سكّة الساحل الفينيقيّ التي كانت تصل المدن ببعضها ، وطريق جبيل بعلبك عبر العاقورة فاليمّونة. ومن أهمّ بقايا الرومان الظاهرة في جبيل الملعب