من كنوز جبيل الأثريّة
من أهمّ كنوز ملوك جبيل التي كشفتها التنقيبات حتّى اليوم ، مجموعة جيش آلهة الحرب المصنوعة من البرونز والمغلّفة بأوراق الذهب ، وقد تمّ اكتشافها سنة ١٩٢٢ إثر هبوب عاصفة هوجاء على المنطقة ، أدّت إلى انهيار جزء من التلّة التي كانت تنتصب عليها آثار مدينة جبيل القديمة ، والتي كان عالم الآثار إرنست رينان قد حدّد معالمها سنة ١٨٦١ خلال المهمّة التي كلّف بها في" فينيقيا". فبعد الانهيار ظهرت غرف سفليّة تحت الأرض تحتوي على نواويس حجريّة مزوّدة بألسنة ضخمة من شأنها تسهيل عمليّة إنزال الناووس بعد وصله بالحبال ، إلى جبّ أفقي الشكل محفور في الصخر لاحتواء الناووس بما فيه. وعهد بدراسة هذا المدفن إلى العالم في الآثار المصريّة بيار مونتيه إذ تبيّن أنّ معظم التحف التي عثر عليها في الغرفتين المتجاورتين تحمل رموزا فرعونيّة مصريّة ، مثل كأس مصنوعة من حجر زجاجي أسود يعرف بالسبج ، وهي ذات إطار مذهّب يحمل اسم الفرعون أمنحات الثالث (١٨٤٢ ـ ١٧٩٧) ، وصندوق سبجيّ مذهّب يحمل اسم الفرعون أمنحات الرابع ، وبفضل الكأس والصندوق استطاع العلماء تحديد تاريخ الحقبة التي تنتمي إليها الآثار الموجودة في المدفن والذي يحتوي أيضا على كميّة من المصاغ زخارفها مستوحاة من النمط المصريّ الفرعونيّ ؛ ومن تلك الكنوز ما يعرف بالمنجد ، وهو نوع من عقود الزينة يذهب من العنق إلى أسفل الصدر ، وهو ذهبيّ بيضاوي الشكل مرصّع بالعقيق الأحمر والفيروز والعوهق ويحمل اسم" يابي ـ شيمو ـ أبي ملك جبيل" حفر في إطار مذهّب زخرف وسطه بنسر باسط جناحيه ، وهو رمز ملكيّ. وثمّة أداة حادّة مصنوعة من البرونز مزخرفة بثعبان ملكيّ من الذهب ، تحمل اسم الملك المذكور نفسه واسم أبيه" أبي شيمو" الذي ذكر أيضا على مسلّة جنائزيّة