وغالبا ما تقف إلى جانبه إلهة عارية ربّما كانت خليلته. إضافة إلى بعض التماثيل البرونزيّة الملبّسة بورقة ذهبيّة تجسّد ثورا يرمز إلى الرعد ، والذي ذكرته التوراة باسم" عجل الذهب".
هذه الكنوز التي عثر عليها في جبيل ترقى إلى العصر البرونزي الأوسط ، وهي شاهدة على الفنون المشرقيّة في حقبة الحضارة البالاتيّة التي تفتّحت براعمها ما بين القرن الرابع عشر والثاني عشر ق. م. وهي تتميّز بروعة حرفها ودقّة آنيتها فضلا عن أسلحتها الفاخرة. وهناك التحف العاجيّة المرهفة التي طبعت الحضارة الفينيقيّة وجعلتها تعرف عصرها الذهبي في الألف الأوّل ق. م. ؛ وتحت عنوان" معاودة اكتشاف مدينة جبيل" ، باشر فريق إبطالي منذ ١٩٩٦ أعماله وأنجز الدراسات الجيولوجيّة الأولى. ولهذه الغاية سيقام مركز علميّ في القلعة لفتحه أمام الزوّار ، بغية شرح الحفريّات والمواقع الأثريّة بواسطة طرق سمعيّة ـ بصريّة ، وقد أنجزت إلى اليوم أعمال التّرميم في القاعة الأولى ، ويجري حاليّا البحث عن المرفأ الذي كان الجبيليّون يصدّرون عبره خشب الأرز إلى مصر.
تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الكثير من الآثار والكنوز لا يزال مطمورا ، ليس تحت تراب أرض
جبيل فقط ، بل وتحت قعر شاطئها أيضا ، وقد درج هوات على جمع فتات الذهب الذي يقذفه البحر إلى رمال الشاطئ حتّى زمن قريب.
على لائحة التراث العالميّ
كلّ هذه العراقة لمدينة جبيل ، جعلتها على رأس الأماكن الأثريّة في العالم المؤهّلة لأن توضع على لائحة التراث العالميّ. إلّا أنّ خبراء الأونيسكو مؤخّرا قد لفتوا إلى خطورة اقتراب المناطق السكنيّة من المواقع