القهقرى» أو على عدده ، نحو : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً)(١) أو آلته ، نحو : «ضربته سوطا» أو ضميره ، نحو قوله تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)(٢) وإشارة إليه ، نحو : «ضربته ذلك الضرب». (٣)
حذف عامل المصدر
يجوز حذف عامل المصدر إذا كان مبيّنا للنّوع أو العدد ، كأن يقال : «ما جلست» فتقول : «بلى ، جلوسا طويلا» أو «بلى ، جلستين».
أمّا المؤكّد فزعم ابن مالك أنّه لا يحذف عامله لأنّه يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه ، والحذف مناف لذلك. ونقضه ابنه بدر الدين بمجيئه في نحو : «سقيا ورعيا». (٤)
ويجب حذف عامل المصدر سماعا نحو : «سبحان الله». (٥)
وقياسا في مواضع :
الأوّل : ما وقع تفصيلا لعاقبة ما قبله ، نحو قوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) ، (٦) والتقدير : «فإمّا تمنّون منّا بعد وإمّا تفدون فداء».
الثاني : إذا كان المصدر مكرّرا أو محصورا فيه أو مستفهما عنه وعامله خبر عن اسم
__________________
(١). النّور (٢٤) : ٤.
(٢). المائدة (٥) : ١١٥.
(٣). قال ابن مالك :
وقد ينوب عنه ما عليه دلّ |
|
ك «جدّ كلّ الجدّ وافرح الجذل |
(٤). زعم ابن عقيل أنّ جميع الأمثلة التي ذكرها بدر الدّين ليس من المؤكّد بل المصدر فيها نائب مناب العامل دالّ على ما يدلّ عليه فهو عوض منه ، ويدلّ على ذلك عدم جواز الجمع بينهما ولا شيء من المؤكّدات يمتنع الجمع بينه وبين المؤكّد. انتهى ملخّصا. وهو كما ترى.
(٥). مثّل جماعة من النحويّين للحذف السماعيّ بنحو : «سقيا ورعيا وحمدا وشكرا» لكن يرى المحقّق الرضي رحمهالله أنّ هذه المصادر وأمثالها إن لم يأت بعدها ما يبيّنها ويعيّن ما تعلّقت به من فاعل أو مفعول إمّا بحرف جرّ أو بإضافة المصدر إليه فليست ممّا يجب حذف فعله بل يجوز ، نحو : «سقاك الله سقيا». وفي نهج البلاغة (الخطبة ١٨٢): «نحمده على عظيم إحسانه ونيّر برهانه ونوامي فضله وامتنانه حمدا يكون لحقّه أداء». وأمّا ما بيّن فاعله بالإضافة ، نحو : «صبغة الله» أو بيّن مفعوله بالإضافة نحو : «سبحان الله» أو بيّن فاعله بحرف الجرّ ، نحو : «بؤسا لك» أي : شدّة ، أو بيّن مفعوله بحرف الجرّ ، نحو «شكرا لك» ، فيجب حذف الفعل في جميع هذا قياسا. والمراد بالقياس أن يكون هناك ضابط كلّي يحذف الفعل حيث حصل ذلك الضابط وهو هاهنا ما ذكرنا من ذكر الفاعل والمفعول بعد المصدر مضافا إليه أو بحرف الجرّ ... شرح الكافية (١) : ١١٦.
(٦). محمد صلىاللهعليهوآله (٤٧) : ٤.