إعمال المصدر
يعمل المصدر عمل فعله سواء كان مضافا ، كقوله تعالى (لَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ)(١) أو محلّى ب «ال» كقول الشاعر :
ضعيف النّكاية أعداءه |
|
يخال الفرار يراخي الأجل (٢) |
أو مجردا من الإضافة و «أل» ، كقوله تعالى : «أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً».(٣) والأوّل أكثر والثاني أندر والثالث أقيس.
وذكروا لإعمال المصدر شروطا :
أحدها : أن يحلّ محلّه فعل مع «أن» أو «ما» ، فيقّدر ب «أن» إذا اريد المضيّ أو الاستقبال ، نحو : «عجبت من ضربك زيدا أمس أو غدا». والتّقدير : «من أن ضربت زيدا أمس أو من أن تضرب زيدا غدا». وب «ما» إذا اريد به الحال ، نحو : «عجبت من ضربك زيدا الان» والتقدير : «ممّا تضرب زيدا الآن».
ثانيها : أن يكون مظهرا فلو اضمر لم يعمل ، فلا يقال : «ضربك المسيء حسن وهو المحسن قبيح» خلافا للكوفيّين.
ثالثها : أن يكون مكبّرا : فلو صغّر لم يعمل ، فلا يجوز : «أعجبني ضريبك زيدا». وقيل : «يعمل مصغّرا».
رابعها : ألّا يكون محدودا ، فلا يجوز : «أعجبني ضربتك زيدا». وشذّ قوله :
يحايي به الجلد الّذي هو حازم |
|
بضربة كفّيه الملا نفس راكب (٤) |
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢٥١.
(٢). النكاية : مصدر «نكى العدوّ وفي العدوّ» بمعنى قهره بالقتل والجرح.
(٣). البلد (٩٠) : ١٤ و ١٥.
(٤). قوله «يحايي» أي : يحيي ، «به» : أي بسبب الماء ، و «الجلد» : القويّ وهو فاعل «يحايي» و «الحازم» : الضابط و «الملا» : التراب. والشاهد في نصبه ب «ضربة». و «نفس راكب» مفعول «يحايي». يصف الشاعر مسافرا معه ماء فتيمّم وأحيى بالماء نفس راكب كاد يموت عطشا.