إعمال اسم المصدر
يلحق بالمصدر في الإعمال اسم المصدر وعرّفه ابن مالك في التسهيل بأنّه : «هو ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه وخالفه بخلوّه ـ لفظا وتقديرا ـ من بعض ما في فعله دون تعويض». وذلك مثل «عطاء» فإنّه مساو ل «إعطاء» معنى ومخالف له بخلوّه من الهمزة الموجودة في فعله لفظا وتقديرا ولم يعوّض منها شيء. بخلاف نحو «قتال» فإنّه خلا من الف «قاتل» لفظا لا تقديرا ولذلك نطق بها في بعض المواضع ، نحو : «قاتل قيتالا» لكنّها انقلبت ياء لا نكسار ما قبلها. وبخلاف نحو «عدة» فإنّه خلا من واو «وعد» لفظا وتقديرا ولكن عوّض منها التاء. فهما مصدران لا اسما مصدر. أمّا نحو «وضوء» من قولك : «توضّأ وضوء» فإنّه اسم مصدر لا مصدر لخلوّه لفظا وتقديرا من بعض ما في فعله ، من دون تعويض. وحقّ المصدر أن يتضمّن حروف فعله نحو «توضّأ توضّوء».
ثمّ إنّ اسم المصدر إن كان علما ـ ك «فجار» للفجرة ـ لم يعمل اتّفاقا ، وإن كان ميميّا فكالمصدر اتّفاقا ، كقوله :
أظلوم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام تحيّة ظلم |
وإن كان غيرهما لم يعمل عند البصريّين ويعمل عند الكوفيين والبغداديّين وعليه قوله :
أكفرا بعد ردّ الموت عنيّ |
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا (١) |
أبنية المصادر
اعلم أنّ للفعل الثلاثي ثلاثة أوزان :
__________________
(١). الرّتاع : الرّاتعة من الإبل.
قال ابن مالك :
بفعله المصدر ألحق فى العمل |
|
مضافا أو مجرّدا أو مع أل |
إن كان فعل مع أن أو ما يحل |
|
محلّه ولاسم مصدر عمل |
وبعد جرّه الّذى اضيف له |
|
كمّل بنصب أو برفع عمله |
وجرّ ما يتبع ما جرّ ومن |
|
راعى فى الإتباع المحلّ فحسن |