التعجّب
وله عبارات كثيرة ، نحو : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) ، (١) و «لله درّه فارسا».
والمبوّب له في كتب العربيّة صيغتان.
الاولى : ما أفعله ، نحو : «ما أحسن زيدا». و «ما» فيها مبتدأ وهي نكرة تامّة بمعنى «شيء» عند سيبويه. و «أحسن» فعل ماض فاعله ضمير مستتر عائد على «ما» و «زيدا» مفعول به. والجملة خبر عن «ما».
وقال الأخفش : هي معرفة ناقصة بمعنى «الذي» وما بعدها صلة فلا موضع له ، أو نكرة وما بعدها صفة فمحلّه رفع وعليهما فالخبر محذوف وجوبا ، أي : شيء عظيم. وذهب بعضهم إلى أنّها استفهاميّة والجملة الّتي بعدها خبر عنها والتقدير : «أيّ شيء أحسن زيدا؟».
الثانية : أفعل به ، نحو : «أحسن بزيد». وهو ـ عند البصريّين ـ فعل امر معناه الخبر وهو في الأصل فعل ماض على صيغة أفعل بمعنى صار ذا كذا ك «أغدّ البعير» أي : صار ذاغدّة ، ثمّ غيّرت الصيغة عند نقلها إلى إنشاء التعجّب ـ ليوافق اللفظ في التغيير تغيير المعنى من الإخبار إلى الإنشاء ـ فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظّاهر ، فزيدت الباء في الفاعل ليصير على صورة المفعول به ك «أمرر بزيد».
وقال جماعة : لفظه ومعناه الأمر وفيه ضمير والباء للتعدية. ثمّ اختلفوا في مرجع الضمير فقال ابن كيسان : «الضمير راجع إلى مصدر الفعل ، كأنّه قيل : «أحسن يا حسن بزيد» أي : ألزمه وقال غيره : «الضمير للمخاطب ، كأنّه قيل للمخاطب : صف زيدا بالحسن وإنّما التزم إفراده لأنّه كلام جرى مجرى المثل.
__________________
(١). البقرة (٢) : ٢٨.