المعرب والمبنيّ
المعرب : ما يختلف آخره باختلاف العوامل لفظا أو تقديرا ، نحو : «الصّدق ينجي». (١)
المبني : ما لا يختلف آخره باختلاف العوامل ، نحو : «من» في قولك : «جاء من أكرمته» ، «رأيت من أكرمته» و «مررت بمن أكرمته».
المعرب والمبني في الكلم الثلاث
الأسماء بعضها معرب ـ وهو الأكثر ـ وبعضها مبنيّ ، كالضمائر وأسماء الإشارات والموصولات وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام. وسيأتى البحث عنها. (٢)
__________________
(١). غرر الحكم : ٥٨.
(٢). يتداول على ألسنة النحويّين البحث عن علّة بناء الاسم ؛ فذهب كثير منهم إلى أنّ سبب بناء الاسم منحصر فيما إذا أشبه الحرف شبها قويّا لا يعارضه شيء من خصائص الأسماء ، كالتثنية والإضافة.
وأنواع الشّبه ستّة :
الأوّل : الشبه الوضعي ، وضابطه أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد أو حرفين كما هو الأصل في وضع الحرف كالتاء في «ضربت» و «نا» في «أكرمنا». وأمّا نحو «أخ» و «أب» فأصلهما «أخو» و «أبو».
والثاني : الشّبه المعنوي ، وضابطه أن يتضمّن الاسم معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك المعنى حرف أم لا.
فالأوّل ك «متى» فإنّها اسم وبنيت لتضمّنها معنى «إن» الشرطية أو همزة الاستفهام. وإنّما اعرب «أيّ» الشرطيّة في نحو : «أيّما الأجلين قضيت» ، (القصص (٢٨) : ٢٨) والاستفهاميّة في نحو : «فأيّ الفريقين أحقّ» ، (الأنعام (٦) : ٨١) ، لضعف الشبه بما عارضه من ملازمتهما للإضافة التي هي من خصائص الأسماء.
والثاني نحو «هنا» فإنّها اسم وبنيت ؛ لتضمّنها معنى الإشارة الذي كان من حقّه أن يوضع له حرف ؛ لأنّه كالخطاب. وإنّما اعرب «ذان» و «تان» ؛ لأنّ شبه الحرف عارضه ما يقتضي الإعراب وهو التثنية التي هي من خصائص الأسماء.