عمرو» ، ولا يجوز أن يعطف في مثلهما بسائر حروف العطف ، فلا تقول : «اختصم زيد فعمرو». (١)
الفاء : تدلّ على تأخّر المعطوف عن المعطوف عليه متّصلا به ، نحو : «جاء زيد فعمرو». وكثيرا ما تقتضي السببيّة أيضا إن كان المعطوف بها جملة أو صفة ، نحو : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ)(٢) أو صفة ، نحو : «لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ».(٣)
وتختصّ الفاء بأنّها تعطف على الصلة ما لا يصحّ كونه صلة ـ لخلوّه من العائد على الموصول ـ نحو : «الّذي يقوم فيغضب زيد أخوك» وعكسه «الّذي يقوم أخوك فيغضب هو زيد». وذلك لأنّ الفاء تدلّ على السببيّه فتجعل ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة واحدة. ومثل ذلك جار في الخبر والصفة والحال نحو : «زيد يقوم فتقعد هند» و «زيد تقعد هند فيقوم» و «مررت بإمرأة تضحك فيبكي زيد» و «بإمرأة يضحك زيد فتبكي» و «جاء زيد يضحك فتبكي هند» و «جاء زيد تبكي هند فيضحك».
ثمّ : تدلّ على تأخّر المعطوف عن المعطوف عليه منفصلا عنه ، نحو : «جاء زيد ثمّ عمرو». (٤)
أمّا حتّى : فالعطف بها قليل ، ويشترط في المعطوف بها شرطان :
١ ـ أن يكون بعضا ممّا قبله إمّا بالتحقيق ، نحو : «أكلت السمكة حتّى رأسها» أو بالتأويل كقوله :
ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله |
|
والزّاد حتّى نعله ألقاها |
__________________
(١). قال ابن مالك :
فاعطف بواو لا حقا أو سابقا |
|
فى الحكم أو مصاحبا موافقا |
واخصص بها عطف الّذي لا يغني |
|
متبوعه كاصطفّ هذا وابني |
(٢). القصص (٢٨) : ١٥.
(٣). الواقعة (٥٦) : ٥٢ ـ ٥٤.
(٤). قال ابن مالك :
والفاء للتّرتيب باتّصال |
|
وثمّ للتّرتيب بانفصال |
واخصص بفاء عطف ما ليس صله |
|
على الّذى استقرّ أنّه الصّله |