الفاء في جواب الشرط
كلّ جواب يمتنع جعله شرطا فالفاء لازمة له وذلك في سبعة مواضع :
١ ـ الجملة الاسميّة ، نحو قوله تعالى : «وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». (١)
وأمّا قوله تعالى (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) ، (٢) فأجاب المحقّق الرّضي رحمهالله بأنّ القسم مقدّر قبل الشرط والجواب له وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه. (٣)
وقد تحذف الفاء للضرورة ، كقوله :
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
الشرّ بالشّرّ عند الله مثلان |
وقد تنوب «إذا» الفجائيّة عن الفاء ، نحو قوله تعالى : «وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ». (٤)
٢ ـ الجملة الفعلية التي فعلها جامد ، نحو قوله تعالى : «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً* فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ».(٥)
٣ ـ الجملة الإنشائيّة ، كقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) ، (٦) ونحو : «إن يقم زيد فو الله لأقومنّ».
٤ ـ الجملة الفعلية المصدّره ب «قد» ، نحو قوله تعالى : «وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى».(٧)
٥ ـ الجملة الفعليه المصدّرة بحرف التّنفيس ، كقوله تعالى : «وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ». (٨)
٦ ـ الجملة الفعلية المنفيّة ب «لن» أو «ما» أو «إن» ، نحو قوله تعالى : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ، (٩) و (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) ، (١٠) وقولك «من يستسلم للغضب فإن يلومنّ إلّا نفسه على ما يصيبه».
__________________
(١). الأنعام (٦) : ١٧.
(٢). الأنعام (٦) : ١٢١.
(٣). راجع : شرح الكافية للمحقّق الرضي رحمهالله : ٢ / ٢٦٢ و ٣٤٠.
(٤). الروم (٣٠) : ٣٦.
(٥). الكهف (١٨) : ٣٩ و ٤٠.
(٦). آل عمران (٣) : ٣١.
(٧). طه (٢٠) : ٨١.
(٨). التوبة (٩) : ٢٨.
(٩). آل عمران (٣) : ١١٥.
(١٠). يونس (١٠) : ٧٢.