لو الشرطيه
هي على قسمين :
الأوّل : أن تكون للتعليق في المستقبل ، فترادف «إن» ولكنّها لا تجزم ، كقول النبي صلىاللهعليهوآله : «لو يقول أحدكم ـ إذا غضب ـ : أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم ، ذهب عنه غضبه». (١) وإذا وليها حينئذ ماض أوّل بالمستقبل ، كقوله تعالى : «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ».(٢)
الثاني : أن تكون للتعليق في الماضي وتقتضي امتناع شرطها دائما وامتناع جوابها إن كان مساويا للشرط في العموم ، كما في قولك : «لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا» ، بخلاف ما إذا كان الجزاء أعمّ ، فلا يلزم انتفاؤه ، نحو : «لو كانت الشمس طالعة كان الضّوء موجودا».
وإذا وليها حينئذ مضارع أوّل بالماضي ، كقوله تعالى : «لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ».(٣)
وتختصّ «لو» ـ مطلقا ـ بالفعل ، فلا تدخل على الاسم. نعم ، تدخل «أنّ» بعدها كثيرا ، كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ، (٤) وقول أبي الأسود الدّئلي في رثاء أمير المؤمنين عليهالسلام :
ولو أنّا سئلنا المال فيه |
|
بذلنا المال فيه والبنينا (٥) |
واختلف في «لو» هذه ، فقال الكوفيّون وجماعة من البصريّين : «هي باقية على اختصاصها بالفعل ، و «أنّ» وما دخلت عليه في موضع رفع فاعل ل «ثبت» مقدّرا».
وقال سيبويه وجمهور البصريّين : «زالت عن الاختصاص و «أنّ» وصلتها في موضع رفع مبتدأ ، ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه» ، وقيل : «الخبر محذوف ، تقديره : ثابت».
__________________
(١). كنز العمّال : ٣ / ح ٧٧٢٠.
(٢). النساء (٤) : ٩.
(٣). الحجرات (٤٩) : ٧.
(٤). البقرة (٢) : ١٠٣.
(٥). أدب الطفّ : ١ / ١٠٥.