الاسم والكنية واللقب
ينقسم العلم باعتبار أن يدلّ على المسمّى فقط أو يقصد به المدح أو الذمّ أيضا إلى اسم وكنية ولقب.
الكنية : وهي ما صدّر ب «أب» أو «أمّ». وزاد المحقّق الرضي رحمهالله : «أو ابن أو بنت». وزاد جماعة : «أو أخ أو أخت أو عمّ أو خال أو خالة».
اللقب : وهو ما أشعر بمدح أو ذمّ ، نحو : «فخر الدين» و «قفّة». (١)
الاسم : هو ما ليس كنية ولا لقبا.
وإذا اجتمع الاسم واللقب يؤخّر اللّقب. (٢) وعلّله ابن مالك بأنّ اللّقب منقول من اسم غير انسان في الغالب ك «بطّة» و «قفّة» ، فلو قدّم لأوهم السامع أنّ المراد مسمّاه الأصلي وذلك مأمون بتأخيره. (٣)
قال الصبّان : ويستفاد من هذا التعليل أنّه إذا انتفى ذلك الإيهام ـ كما إذا اشتهر المسمّى باللقب ـ جاز تقديمه. وهو كذلك ، نحو قوله تعالى : «الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ».(٤)
وإذا اجتمع اللقب والكنية ، فالّذي ذكروه جواز تقديمه عليها. وقد يقال : «إنّ مقتضى التعليل المذكور امتناع تقديمه عليها أيضا».
__________________
وجملة وما بمزج ركّبا |
|
ذا إن بغير «ويه» تمّ اعربا |
وشاع في الأعلام ذو الإضافة |
|
ك «عبد شمس» و «أبي قحافه» |
(١). قال المحقّق الرضي رحمهالله في شرح الكافية (٢ / ١٣٩): «والفرق بينه وبين الكنية معنى أنّ اللقب يمدح الملقّب به أو يذمّ بمعنى ذلك اللفظ بخلاف الكنية فإنّه لا يعظّم المكنّى بمعناها بل بعدم التصريح بالاسم فإنّ بعض النفوس تأنف أن تخاطب باسمها ، وقد تكنّى الشخص بالأولاد الّذين له ك «أبي الحسن» لأمير المؤمنين عليهالسلام وقد يكنى في الصغر تفاؤلا لأن يعيش حتّى يصير له ولد اسمه ذاك». فتأمّل.
(٢). هذا إذا لم يكن اجتماعهما على سبيل إسناد أحدهما إلى الآخر وإلّا اخّر المحكوم به فإذا قيل : «من فخر الدين؟» فأجبت «فخر الدين زيد».
(٣). وعلّله المحقّق الرضي رحمهالله بأنّ اللقب أشهر ؛ لأنّ فيه العلميّة مع شيء آخر من معنى النعت فلو اتي به أوّلا لأغنى عن الاسم فلم يجتمعا.
(٤). «وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله». النساء (٤) : ١٥٧. راجع : حاشية الصبّان على شرح الاشموني : ١ / ١٢٨.