اقصى حد ممكن من كل مكامن الغموض والابهام والتعقيد ، لاظهاره بهبارات ناصعة تستهوي النفوس ، على أن يكون في الوقت ذاته على درجة عالية من الاتقان والرصانة العلمية. ولابد من الاشارة الى ان هذا الكتاب يتسم بمجموعة من الخصائص التي يمكن ان نجملها في ما يلي :
١. وضع هذا الكتاب للطلبة الذين سيق لهم ان درسوا في المنهج التعليمي المعروف باسم النحو (١) الكاتبين القيّمين : الهداية والصمدية. والمستوى العلمي للكتاب بؤهلة ليحل محل كتاب «البهجة المرضية» و «شرح ابن عقيل» في المنهج الدارسي للمدارس.
تجدر الاشارة الى ان هذا النص سيدرّس في الوقت الحاضر في بعض المدارس الدينية على نحو التجربة. ثم سوف يجري في نهاية السنة الدراسية الحالية استطلاع يتم فيه تفصّي أراء كبار الحوزات المقدّسة وذوي الرأي الكرام والاساتذة المحترمين لآداب للغة العربية والطلاب الاعزاء ، لكي يؤخذ بنظر الاعتبار ما يطرح من أراء لاصلاحه واكماله لغرض اعداد النص النهائي للتدريس ضمن النحو (٢) ويُوزع على الحوزات العلمية.
٢. حجم الكتاب يتيح تدريس في وقت اقل مما يستغرفة تدريس كتب ممائلة نحو كتاب البهجة المرضية وشرح ابن عقيل. وهذا يعني في ما يعنيه ان الطلاب سيمون الديهم الوقت الكافي واللازم لهضم ماّدة وتطبيق محتوياته والامثلة الواردة فيه. ومن الطبيعي ان هذه الميزة ستكون ذات تأثير بالغ في الارتقاء بمستوى التعليم ، وتُسهم في توفير فسحة من الترابط العلمي بين الاساتذة والطلاب في المحاورات العلمية التي تأتي بين ثنايا المحاضرات.
٣. الامثلة التي استعين بها لتقريب المعاني في هذا الكتاب منتقاة كلها من آيات القرآن والاحاديث الشريفة ولأشعار ذات المغزي العميق التي يُستشهد بها عادة في الآداب العربية. واما تمارين الكتاب فقد تضمّنت ما يمكن استيمابه من الآيات والاحاديث والادعية بفية ان يستفيد الدارسون من مدلولاتها الادبية من جهة ، ولكي يقتبسوا جذوة مما تزخر به من الرقد المعنوي من جهة اخرى ، باذن الله تعالى.
وفي ختام المطاف نرى الزاماً علينا ان نعرب عن جزيل الشكر والامتنا للجهد المعطاء التي اضطلع به المؤلفان الكريمان لكتاب «القواعد النحوية» وهما كل من حجة الاسلام والمسلمين السيد قاسم الحسيني ، وحجة الاسلام والمسلمين محمود الملكي ، وكذا لكل الاخوة الاعزاء الذين آزروا مكتب اعداد الكتب من خلال مساهمتهم في اعداد هذا الكتاب واخراجه الى النور.
كما ونرى بانه من دواعي الفخر بالنسبة لنا ان نلعن عن ترحيبنا بكل ما يجود به علينا افاضل الحوزة العلمية واصحاب النظر في الآداب العربية من أراء وانتقادات وملاحظات علمية لتتسنى الاستفادة منها لأجل الانتقال خطوة اخرى على طريق بلوغ الغاية السامية التي نتطلّع اليها ألا وهي اعداد مناهج دراسية قادرة على مواكبة المسيرة الوثّابة للحوزات العلمية بمون الله العلي القدير.
|
مديرية العامة للحوزة العلمية في قم المقدسة مكتب التخطيط واعداد المناهج الدراسية صيف عام (١٣٢٧) |