تعدّد الخبر
اختلف النحويون في جواز تعدّد الخبر ، نحو : «زيد قائم ضاحك» ؛ فذهب قوم ـ كابن مالك ـ إلى الجواز سواء كان الخبران في معنى خبر واحد ، نحو : «هذا حلو حامض» أي : «مزّ» ، أم لم يكونا كذلك ، كالمثال الأوّل. (١) وذهب بعضهم إلى أنّه لا يتعدّد الخبر إلّا إذا كان الخبران في معنى خبر واحد فإن لم يكونا كذلك تعيّن العطف فإن جاء من لسان العرب شيء بغير عطف قدّر له مبتدأ آخر كقوله تعالى : «وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ».(٢)
وزعم بعضهم أنّه لا يتعدّد الخبر إلّا إذا كانا مفردين أو جملتين نحو : «زيد قائم ضاحك» و «زيد قام ضحك».
اقتران الخبر بالفاء
تدخل الفاء في الخبر جوازا في موضعين :
١ ـ إذا كان المبتدأ موصولا عامّا وقعت صلته جملة فعليّة مستقبلة المعنى أو ظرفا أو جارّا مع مجروره نحو : «الّذي يأتيني ـ أو في الدار أو عندك ـ فله درهم». وأجاز بعضهم دخول الفاء في الخبر مع الماضي أيضا نحو : «الّذي زارنا أمس فله كذا». واستدلّ بقوله تعالى : «وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ».(٣) واوّل على معنى «وما يتبيّن إصابته إيّاكم ...».
٢ ـ إذا كان المبتدأ نكرة عامّة موصوفة بأحد الثلاثة ، نحو : «رجل سيأتي ـ أو في الدار أو عندك ـ فله درهم».
__________________
وقبل حال لا يكون خبرا |
|
عن الذي خبره قد اضمرا |
ك «ضربي العبد مسيئا» و «أتمّ |
|
تبييني الحقّ منوطا بالحكم» |
(١). قال ابن مالك :
وأخبروا باثنين أو بأكثرا |
|
عن واحد ك «هم سراة شعرا» |
(٢). البروج (٨٥) : ١٤ و ١٥.
(٣). آل عمران (٣) : ١٦٦.