معنى هذه الأفعال
معنى «كان» اتّصاف المخبر عنه بالخبر في زمان صيغتها. ومعنى «ظلّ» اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا. ومعنى «بات» اتّصافه به ليلا. ومعنى «أصبح ، أضحى ، أمسى» اتّصافه به في الصباح والضّحى والمساء. ومعنى «ليس» النفي ، وهي عند الإطلاق لنفى الحال وعند التقييد بزمن على حسبه. ومعنى «ما زال» وأخواتها ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه الحال. و «ما دام» لتعيين أمر بمدّة اتّصاف المخبر عنه بالخبر.
كلّ هذه الأفعال يجوز أن تستعمل تامّة ، أي : مستغنية بمرفوعها ، إلّا «فتىء» و «زال» ـ التي مضارعها «يزال» ـ و «ليس».
ومثال ذلك قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) ، (١) أي : «وإن وجد ذو عسرة ...» ، وقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) ، (٢) أي : «حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصّباح» ، وقوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، (٣) أي : «ما بقيت ...». و «بات زيد» ، أي : «أقام ليلا». و «بات بالقوم» ، أي : «نزل بهم ليلا». و «ظل اليوم» ، أي : «دام ظلّه». و «أضحينا» ، أي : «دخلنا في الضّحى». و «صار الأمر إليك» ، أي : «انتقل اليك». و «برح» بمعنى «ذهب» ومنه : «البارحة» للّيلة الماضية. و «انفكّ حلقات السلسلة» ، أي : «انفصلت».
وقد يستعمل بعض هذه الأفعال بمعنى بعضها ، فيستعمل كان وظلّ وأضحى وأصبح وأمسى بمعنى «صار» ، نحو قوله تعالى : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) ، (٤) و «وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا». (٥)
تتمّة : الحق ب «صار» أفعال بمعناها ، وهي : آض ، رجع ، عاد ، استحال ، قعد ، حار ، جاء ، ارتدّ ، تحوّل ، غدا ، راح.
__________________
ك «كان» ، ظلّ ، بات أضحى أصبحا |
|
أمسى وصار ليس زال برحا |
فتىء وانفكّ وهذي الأربعة |
|
لشبه نفي أو لنفي متبعه |
ومثل «كان» دام مسبوقا ب «ما» |
|
كأعط ما دمت مصيبا درهما |
(١). البقرة (٢) : ٢٨٠.
(٢). الرّوم (٣٠) : ١٧.
(٣). هود (١١) : ١٠٧.
(٤). النبأ (٧٨) : ١٩.
(٥). النحل (١٦) : ٥٨.