يجب الكسر حيث لا يجوز أن تووّل مع معموليها بمصدر ويجب الفتح حيث يجب ذلك ، ويجوز الوجهان إن صحّ الاعتباران.
فيجب الكسر في ما يلي :
١ ـ أن تقع «انّ» في الابتداء ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(١) و «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ». (٢)
٢ ـ أن تقع تالية ل «حيث» أو «إذ» ، نحو : «اجلس حيث إنّ زيدا جالس» و «جئتك إذ إنّ زيدا قائم».
٣ ـ أن تقع في أوّل الصلة ، نحو قوله تعالى : «وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ».(٣) فإن لم تقع في الأوّل لم تكسر ، نحو : «جاءني الذي في ظنّي أنّه فاضل».
٤ ـ أن تقع جوابا للقسم وفي خبرها اللّام سواء أكانت جملة القسم اسميّة نحو : «لعمرك إنّ زيدا لقائم» أم كانت فعليّة فعلها مذكور ، نحو قوله تعالى : (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ)(٤) أو غير مذكور ، نحو : «وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ». (٥) فإن لم تقع في خبرها اللام فقال جماعة من النحويين : «لم يجب الكسر إلّا إذا كانت جملة القسم فعليّة فعلها محذوف» ، (٦) نحو قوله تعالى : «حم* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ». (٧) ويستفاد من كلام بعضهم وجوب الكسر في جواب القسم مطلقا.
٥ ـ أن تقع محكيّة بالقول ، نحو قوله تعالى : «قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ». (٨)
٦ ـ أن تقع حالا أو صفة ، نحو قوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) ، (٩) و «مررت برجل إنّه فاضل».
٧ ـ أن تقع بعد فعل قلبيّ علّق باللّام ، نحو قوله تعالى : «وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ». (١٠)
٨ ـ أن تقع خبرا عن اسم ذات ، نحو قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ». (١١)
__________________
(١). القدر (٩٧) : ١.
(٢). يونس (١٠) : ٦٢.
(٣). القصص (٢٨) : ٧٦.
(٤). التوبة (٩) : ٥٦.
(٥). العصر (١٠٣) : ١ و ٢.
(٦). بل يجوز وجهان كما سيأتي.
(٧). الدّخان (٤٤) : ١ ـ ٣.
(٨). مريم (١٩) : ٣٠.
(٩). الأنفال (٨) : ٥.
(١٠). المنافقون (٦٣) : ١.
(١١). الحجّ (٢٢) : ١٧.