صربا ، SARBA اسم قديم آخر من أسماء بلدات جونيه ، هو أيضا فينيقيّ ويعني : البرج. وقد أطلق في الأساس على قلعة غارقة في القدم مشرفة على البحر كانت تقوم على قمّة المرتفع الصخريّ الذي يعلو شير الباطيّة ، وقد شيّد على أنقاضها دير المخلّص للآباء الباسيليّين ، وذكر باحثون أنّ أساسات هذا الدير مبنيّة من حجارة القلعة الضخمة الشبيهة بحجارة قلعة فقرا ، وبعضهم شبّهها بحجارة دير القلعة ، ويبلغ طول عدد من هذه الحجارة أربعة أمتار. ولا يزال بعض من القسم الأسفل من جدار القلعة ظاهرا للعيان في محيط الدير ، حيث تبلغ سماكة الجدار ستّة أمتار. وعلى عديد من الحجارة المستعملة في بناء جدران الدير نقوش مختلفة تمثّل رسوما للشمس مختلفة ، منها الفينيقيّ والإغريقيّ والرومانيّ ، ما يدلّ على تعاقب الشعوب التي مرّت عليها. وقد وجد البحّاثة إرنست رينان تمثالا لجوبيتير داخل أنقاض القلعة فنقله إلى متحف اللوفر الباريسي. وذكرت مدوّنات أنّه بخلال إجراء تصليحات في بناء الدير ، أغلق الرهبان نفقا يحتوي على درج منحوت في الصخر ينحدر في عمق الشير القائم عليه الدير والقلعة باتّجاه مغارة مار جرجس الباطيّة عند الشاطئ. وعند ما كانت أعمال مدّ خطّ القطار الحديدي جارية في موقع يفصل بين مكان القلعة وبين مغارة الباطيّة ، ظهر جزء من هذا النفق ، فتمّ إغلاقه بالأتربة والصخور. هذا النفق الذي كان يصل الحصن بالبحر يدلّ على مدى الأهمّية التي كانت لقلعة صربا في الأزمنة الغابرة ، وعلى عظمة شأن من كان يتحصّن فيها. وقد أكّد علماء على أنّ الفينيقيّين هم أوّل من شيّد تلك القلعة التي اتّخذوها للدفاع ، وجعلوها مقرّا لملك جبيل ومعاونيه القائمين على حركة الملاحة وبناء السفن. واكتشف الباحثون أن هذه القلعة كانت متّصلة بقلاع في داخليّة البلاد عبر" الطريق الشرقيّة" انطلاقا من صربا فمعراب مرورا بساحل علما ثمّ فيطرون ، فقلعة فقرا ، فهيكل