الإسم والآثار
" رأس المتن" عربيّة الإسم ، ومن معاني المتن ما ارتفع من الأرض واستوى. ينطبق هذا الوصف تماما على طبيعة أرض البلدة ، وقد يكون اسمها منسوبا إلى منطقة المتن ، التي تكون بدورها قد عرفت بهذا الإسم لطبيعتها الجغرافيّة ، كونها" مرتفعة ومستوية". إلّا أنّ هذه البلدة ، كانت تعرف حتّى أواخر القرن الماضي بقرية" الرأس" دون إضافتها إلى المتن ، ما يفيد عنّ أصل اسمها لا يرتبط بمعنى المتن ، بل هو مرتبط أصلا بشكل جغرافيّ ، فكما دعاها الدكتور أنيس فريحة في وصفه لها" شبه الجزيرة" كونها محاطة بالوديان من ثلاث جهات ، فيمكن أن يكون الأقدمون قد دعوها بهذا الإسم ، نسبة للسبب نفسه ، إذ إنّ الرأس من الأرض ، هو اللسان الداخل في البحر ، فيصبح محاطا بالماء من ثلاث جهات. وقد تكون كلمة المتن أضيفت إلى الرأس في ما بعد ، لتمييز القرية عن سائر المحلّات التي تحمل اسم رأس.
الملقى ... إسمه يدلّ عليه : حيث يلتقي وادي حمّانا بوادي الجمعاني ليكوّنا مجرى نهر شتويّ يعرف بنهر بيروت ... فيه مغارة لم تكتشف بعد ، اسمها مغارة الحسكان. ولطالما كانت هذه المغارة بظلمتها الشديدة واتّساعها وسراديبها وارتفاعها العظيم ، موطن خصب لنشأة الخرافات والأساطير.
أمّا وادي الجمعاني ، فلا يعرفه إلّا أهل رأس المتن والقرى المجاورة ، ويبدو ، بحسب أكثر الباحثين ، أنّ أهل رأس المتن القدامى قد وفدوا إلى هذه القمّة من أرض اليمن السعيد ، حيث عاش أجدادهم من بني جعمان ، فنسب الوادي إليهم.
إن المنطقة الغنيّة بالآثار من جوار رأس المتن ، هي مقلبها الجنوبيّ ، حيث تقع بقايا القرى العريقة وهي : " قصر الواوي" التي وجد فيها وعاء