ولبنانيّين. كما غدت سوق شتورا التجاريّة من أبرز الأسواق الجبليّة. ففيها تتوقف سيارات العرب والأجانب المتنقلة بين بيروت ودمشق ليتبضع مستقلّوها من تلك الأسواق مختلف السلع والبضائع ، وليتناولوا في مطاعمها الفخمة المأكولات الشهيّة المتنوّعة.
وإذا كانت شتورا قد شهدت بعض التراجع الموقّت في خلال سنوات الحرب في الربع الأخير من القرن العشرين ، فإنّها اليوم في صدد استعادة مكانتها.
الإسم والآثار
أجمع الباحثون على ردّ اسم شتورا إلى السريانيّة : ESHTUORA أي لحف الجبل وسفحه.
يعتبر التقليد في البلدة أنّ الأمبراطور الرومانيّ ألكسندر سيفيروس (ت ٢٣٥ م.) كان ينتقل من قصره في قبّ الياس عصر كلّ يوم ليجلس تحت شجرة وارفة فوق قمّة" تل البركة" في شتورا ، وقد عثر مؤخّرا في" تلّ البركة" على نقود نحاسيّة ، منها ما يحمل إسم هذا الأمبراطور بالذات.
استمرّ" تلّ البركة" ذا شأن استراتيجي هام في التاريخ الحديث كما ذكر العديد من المدوّنات ، إذ احتلّته عدّة جيوش وجعلت منه موقعا حصينا ومرصدا كاشفا خصوصا في الحقبة العثمانيّة وفي حقبة الانتداب. ولا تزال معالم" الغرفة" أو" المرصد" باقية إلى اليوم هناك. وقد كان لها دور هام في النزاع المسلّح الذي نشب في أواخر الحرب العالميّة الثانية بين الديغوليّين والفيشيّين.