كذلك رأينا أنّ هذا النوع من الإسناد غير حقيقي ، لأنّ الإسناد الحقيقي هو إسناد الفعل إلى فاعله الحقيقي. فالإسناد إذن هنا إسناد مجازي ويسمى بالمجاز العقلي ، لأنّ المجاز ليس في اللفظ كالاستعارة والمجاز المرسل ، بل في الإسناد وهذا يدرك بالعقل.
* * *
على ضوء هذا الشرح نستطيع أن نستنبط القواعد التالية :
١ ـ المجاز العقلي : هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.
٢ ـ الإسناد المجازي : يكون إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره ، أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول أو المبني للمفعول إلى الفاعل.
٣ ـ من القاعدة السابقة يتضح أنّ علاقات المجاز العقلي هي السببية أو الزمانية أو المكانية أو المصدرية أو المفعولية أو الفاعلية.
* * *
ولمزيد من الإيضاح نقدم طائفة أخرى من الأمثلة مع بيان المجاز العقلي في كل منها وعلاقته.
أ ـ أمثلة للمجاز العقلي والعلاقة السببية :
١ ـ قال تعالى : (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ.)
ففي إسناد بناء الصرح إلى هامان وزير فرعون مجاز عقلي علاقته السببية ، لأنّ هامان لم يبن الصرح بنفسه ، وإنّما بناه عماله ، ولكن لما كان